نال الجفاف والحرب، من موسم الزيتون في سورية، لثلاثة أعوام متتالية، لعل هذا العام الأسوأ بينها، إذ لم ترقَ أكثر التوقعات تفاؤلا إلى بلوغ الإنتاج مستوى 400 ألف طن، في بلد مصنف الخامس عالمياً في إنتاج هذا المحصول، إذ لم ينخفض إنتاجه السنوي قبل الحرب التي يشنها النظام ضد الثورة منذ 2011 عن 900 ألف طن، ما شكل دخلاً مهماً للاقتصاد السوري.
مصطفى شحود، أحد مالكي كروم الزيتون الواسعة في منطقة سرمين، في ريف إدلب المحرر شمالي سورية، قال: "لم أشهد موسماً مثل هذا طيلة حياتي، فالشجر حزين وبائس، ولو أشعلت ناراً قريبة لاحترقت الأشجار لشدة جفافها". وأضاف شحود لـ "العربي الجديد": "صحيح أن موسم العام الماضي تراجع إلى النصف، لكن الموسم الحالي هو الأسوأ منذ 50 سنة".
وتابع أن الأسعار بدأت بالارتفاع، ووصل سعر صفيحة الزيت الإدلبي سعة 16 لتراً إلى نحو 14 ألف ليرة (85 دولاراً).
والحال ذاته في ريف اللاذقية وطرطوس، ثاني أكبر منطقة منتجة للزيتون بعد إدلب شمال سورية. وقال الباحث الاقتصادي طارق عجيب لـ "العربي الجديد": "قلة الأمطار العام الماضي أعدمت الثمر تقريباً، صحيح أن الناس بدأوا بجني الموسم هذه الآونة، وبعضهم لم يبدأ بعد، لكن الجني يؤشر على موسم ربما لم يشهده الساحل منذ عقود".
وأضاف عجيب: "بدأ الناس يلمسون ارتفاع الأسعار منذ الآن، لعدم وجود زيت يكفي الطلب العام المقبل، فعبوة زيت الخريج (مسلوق قبل العصر، تمتاز به مدن الساحل السوري) سعة 20 لتراً، يزيد الآن على 25 ألف ليرة (150.6 دولار)، ويتوقع ارتفاعه أكثر لقلة المعروض".
أما في درعا جنوبي سورية، المدينة التي دخلت إلى ميدان زراعة شجر الزيتون منذ نحو عقدين منذ الزمن، وبدأت تعتمد على هذه الزراعة بعد بلوغها المرتبة الرابعة على مستوى البلد، بعد إدلب وحلب والساحل، فلا تبشر أشجار زيتونها بموسم جيد أيضاً بحسب ما قال محمد بشير جبر، من الشيخ مسكين المحاصرة بقوات الأسد وشبيحته ما يحول دون رعاية الزيتون أو حتى جني ثماره.
وأضاف جبر لـ "العربي الجديد" إن المناطق الشرقية في محافظة درعا هي الأسوأ بالنسبة لموسم الزيتون هذا العام، مشيراً إلى أنها تعاني إلى جانب قلة الأمطار أو انعدامها، من حرب عصابات الأسد، ما جعل مياه الشرب معدومة. ولفت إلى أن الموسم في مناطق الصراع والحرب غير مبشر، على عكس المناطق الغربية، التي تبشر بموسم ولكن محدود للغاية.
وحسب تقرير صدر أخيراً عن وزارة الزراعة، حول تقديرات الموسم، فإن إنتاج الزيتون يشهد تراجعاً بنسبة 50%، ومن المتوقع "ألا يصل لنصف مليون طن". وأكد مدير مكتب الزيتون في سورية مهند ملدي، خلال التقرير، أن سورية تستهلك نحو 100 ألف طن، وهو ما لا يتوقع إنتاجه هذا العام".
ووصلت سورية عام 2011 إلى المركز الخامس عالمياً في إنتاج الزيتون، بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا. والأولى عربياً، إثر تجاوز إنتاجها تونس، وبلوغه مليون طن.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في سورية، وفق الإحصاءات، نحو 106 ملايين شجرة، منها 82 مليون مثمرة، أي نسبة 56% من الأشجار، ويحتل الزيتون المرتبة الثالثة من حيث العائدات بعد القمح والقطن.
وتتوزع زراعة الزيتون في المنطقة الشمالية (إدلب وحلب)، بنسبة 46%، وفي المنطقة الوسطى التي تضم حمص وحماة، بنسبة 24%، وفي المنطقة الساحلية (طرطوس واللاذقية)، بنسبة 18%، وفي الشرقية (دير الزور والحسكة والرقة)، بنسبة 2%، لتدخل مناطق الجنوب (درعا والسويداء)، بنسبة 10%.
وفقدت سورية منذ حرب النظام على الثورة التي اندلعت في مارس/آذار 2011، أكثر مواردها من النفط والسياحة وتصدير الحبوب، وخسرت القطاعات المختلفة ما يقرب من 200 مليار دولار، وفق تقديرات دولية، فيما زادت نسبة الفقر عن 54%.
مصطفى شحود، أحد مالكي كروم الزيتون الواسعة في منطقة سرمين، في ريف إدلب المحرر شمالي سورية، قال: "لم أشهد موسماً مثل هذا طيلة حياتي، فالشجر حزين وبائس، ولو أشعلت ناراً قريبة لاحترقت الأشجار لشدة جفافها". وأضاف شحود لـ "العربي الجديد": "صحيح أن موسم العام الماضي تراجع إلى النصف، لكن الموسم الحالي هو الأسوأ منذ 50 سنة".
وتابع أن الأسعار بدأت بالارتفاع، ووصل سعر صفيحة الزيت الإدلبي سعة 16 لتراً إلى نحو 14 ألف ليرة (85 دولاراً).
والحال ذاته في ريف اللاذقية وطرطوس، ثاني أكبر منطقة منتجة للزيتون بعد إدلب شمال سورية. وقال الباحث الاقتصادي طارق عجيب لـ "العربي الجديد": "قلة الأمطار العام الماضي أعدمت الثمر تقريباً، صحيح أن الناس بدأوا بجني الموسم هذه الآونة، وبعضهم لم يبدأ بعد، لكن الجني يؤشر على موسم ربما لم يشهده الساحل منذ عقود".
وأضاف عجيب: "بدأ الناس يلمسون ارتفاع الأسعار منذ الآن، لعدم وجود زيت يكفي الطلب العام المقبل، فعبوة زيت الخريج (مسلوق قبل العصر، تمتاز به مدن الساحل السوري) سعة 20 لتراً، يزيد الآن على 25 ألف ليرة (150.6 دولار)، ويتوقع ارتفاعه أكثر لقلة المعروض".
أما في درعا جنوبي سورية، المدينة التي دخلت إلى ميدان زراعة شجر الزيتون منذ نحو عقدين منذ الزمن، وبدأت تعتمد على هذه الزراعة بعد بلوغها المرتبة الرابعة على مستوى البلد، بعد إدلب وحلب والساحل، فلا تبشر أشجار زيتونها بموسم جيد أيضاً بحسب ما قال محمد بشير جبر، من الشيخ مسكين المحاصرة بقوات الأسد وشبيحته ما يحول دون رعاية الزيتون أو حتى جني ثماره.
وأضاف جبر لـ "العربي الجديد" إن المناطق الشرقية في محافظة درعا هي الأسوأ بالنسبة لموسم الزيتون هذا العام، مشيراً إلى أنها تعاني إلى جانب قلة الأمطار أو انعدامها، من حرب عصابات الأسد، ما جعل مياه الشرب معدومة. ولفت إلى أن الموسم في مناطق الصراع والحرب غير مبشر، على عكس المناطق الغربية، التي تبشر بموسم ولكن محدود للغاية.
وحسب تقرير صدر أخيراً عن وزارة الزراعة، حول تقديرات الموسم، فإن إنتاج الزيتون يشهد تراجعاً بنسبة 50%، ومن المتوقع "ألا يصل لنصف مليون طن". وأكد مدير مكتب الزيتون في سورية مهند ملدي، خلال التقرير، أن سورية تستهلك نحو 100 ألف طن، وهو ما لا يتوقع إنتاجه هذا العام".
ووصلت سورية عام 2011 إلى المركز الخامس عالمياً في إنتاج الزيتون، بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا. والأولى عربياً، إثر تجاوز إنتاجها تونس، وبلوغه مليون طن.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون في سورية، وفق الإحصاءات، نحو 106 ملايين شجرة، منها 82 مليون مثمرة، أي نسبة 56% من الأشجار، ويحتل الزيتون المرتبة الثالثة من حيث العائدات بعد القمح والقطن.
وتتوزع زراعة الزيتون في المنطقة الشمالية (إدلب وحلب)، بنسبة 46%، وفي المنطقة الوسطى التي تضم حمص وحماة، بنسبة 24%، وفي المنطقة الساحلية (طرطوس واللاذقية)، بنسبة 18%، وفي الشرقية (دير الزور والحسكة والرقة)، بنسبة 2%، لتدخل مناطق الجنوب (درعا والسويداء)، بنسبة 10%.
وفقدت سورية منذ حرب النظام على الثورة التي اندلعت في مارس/آذار 2011، أكثر مواردها من النفط والسياحة وتصدير الحبوب، وخسرت القطاعات المختلفة ما يقرب من 200 مليار دولار، وفق تقديرات دولية، فيما زادت نسبة الفقر عن 54%.