ووفقاً لمصادر ميدانية ومحلية متطابقة لـ"العربي الجديد"، فإن "القوة العسكرية الأبرز على صعيد قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، تتمثل بألوية العمالقة، وهي خمسة ألوية عسكرية، تشكلت في الأعوام الأخيرة، وبرز اسمها خلال معارك الساحل الغربي، وتحديداً في الجزيرة بمنطقتي المخا وذوباب القريبتين من باب المندب، غرب محافظة تعز، واللتين تمكنت قوات الشرعية بدعم التحالف بواجهة إماراتية، من التقدم فيهما خلال العام الماضي، بعد معارك مع الحوثيين، على الرغم من الخسائر التي تكبدتها الجماعة المرحلة الماضية".
وأشارت المصادر إلى أن "القوة تتألف من مقاتلين من المنحدرين من المحافظات الجنوبية كانوا منضوين تحت ما يُسمى بالمقاومة الجنوبية، وأغلبهم من السلفيين المحسوبين على التيار الملتزم بطاعة ولي الأمر. ويقود هذه القوة، أبو زرعة المحرمي، والذي يُوصف بأنه قائد جبهة الساحل الغربي، حين أسس القوة من خمسة ألوية، الأول بقيادة رائد الحبهي اليافعي، والثاني بقيادة حمدي شكري الصبيحي والثالث بقيادة عبد الرحمن اللحجي واللواء الرابع، بقيادة نزار الوجيه، وأخيراً اللواء الخامس عمالقة بقيادة أبو هارون اليافعي، والذي تعرضت قواته أخيراً في الحديدة، لهجوم نوعي من قبل الحوثيين، ادّعت الجماعة خلاله أنها قضت على كتيبة كاملة من أفراد اللواء، وهو ما نفته مصادر الشرعية، وأكدت في الوقت نفسه سقوط العديد من القتلى في صفوفها خلال التصدي لهجوم الحوثيين بمنطقة التحيتا".
عُرفت "العمالقة"، والتي أتت تسميتها من إحدى تشكيلات الجيش اليمني المعروفة منذ عقود، بكونها قوات موالية للشرعية، تحظى بالدعم الإعلامي الحكومي وكذلك من بعض أنصار "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وجرى تقديمها كـ"قوة مستقلة"، لفض الاشتباكات بين الشرعية والقوات المدعومة إماراتياً، في يناير/كانون الثاني الماضي. وتعد أبرز إنجازاتها السيطرة على أغلب الأجزاء الجنوبية من الساحل الغربي (سواحل تعز) وصولاً للتقدم إلى مديريات جنوب الحديدة، إذ إنها القوة الأساسية في المواجهات.
بالإضافة إلى ذلك، تشارك قوات ما يُعرف بـ"المقاومة التهامية" في المواجهات مع الحوثيين، وهي قوات دعم تأسيسها التحالف في الأشهر الماضية، خلال الاستعدادات للتقدم نحو محافظة الحديدة. وتتألف هذه القوات من مجندين وجنود متحدرين من المحافظات الواقعة في إطار "إقليم تهامة"، والذي يضم، الحديدة، وحجة، والمحويت، وريمة. ويقود هذه القوات الشيخ عبد الرحمن حجري، وتؤدي دوراً فاعلاً باعتبار أن منتسبيها في الغالب ينتمون إلى محافظة الحديدة، ولا تتوفر معلومات دقيقة حول عديد القوة.
أما القوة الثالثة في المواجهات والتي تتوجه إليها الأضواء فهي القوات التي يقودها العميد طارق صالح، والذي تمكن من الإفلات من الحوثيين بعد أحداث ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، وانتقل إلى عدن، وفيها دعمته الإمارات لتجميع قوات موالية له، قبل انتقالها إلى منطقة المخا غرب تعز، في مارس/آذار وإبريل/نيسان الماضيين.
تتألف القوات الموالية لطارق صالح من جنود كانوا منضوين في ما يُسمى بـ"قوات الحرس الجمهوري"، التي كانت خاضعة لصالح وقيادات من أفراد عائلته، بالإضافة إلى مجندين من أنصار الحزب جرى استقطابهم في الأشهر الأخيرة. وهذه القوة التي دُعمت لوجستياً بأحدث المعدات من قبل التحالف والإمارات خصوصاً، دخلت على خط المواجهة تحت مسمى "المقاومة الوطنية" وكذلك "حراس الجمهورية". وتقول مصادر محلية في الحديدة لـ"العربي الجديد"، إن هذه القوات "لم تتقدم على رأس العمليات في الحديدة ضد الحوثيين بقدر ما تولت مهام بتسلّم مناطق سيطرت عليها قوات العمالقة وتأمين خطوط الإمداد. الأمر الذي خلق أزمة إعلامية على الأقل في الفترة الماضية، مع وجود أصوات تعترض على تضخيم بعض وسائل الإعلام الدور الميداني لهذه القوات، على حساب القوات الأساسية المشاركة، على أن الثلاث قوى العمالقة، والتهامية، والموالية لطارق، أدت دوراً في التقدم المتسارع، الذي تحقق بالوصول إلى مديرية الدريهمي في الأسابيع الماضية، على بعد ما يقرب من 20 كيلومتراً من محافظة الحديدة".
وتمثل القوات الموالية لطارق صالح إحدى أبرز محاور الاهتمام الاعلامي في ظل تحفظ الشرعية عن الاعتراف بها أو إعلان قادتها العمل في إطار الشرعية والاكتفاء بدعم التحالف، ما عزز مخاوف أطراف حكومية تخشى من تكرر سيناريو "الحزام الأمني" في عدن، بتحول هذه القوات إلى ذراع للتواجد الإماراتي خارج إطار الشرعية في الساحل الغربي. إلا أن الأهمية الاستراتيجية للمعركة في المقابل طغت بالنسبة لآخرين على أي حديث حول مكونات القوات المدعومة من التحالف في الساحل وتأجيل الملاحظات على الأقل بانتظار وصول المعركة إلى مرحلة حاسمة في المرحلة المقبلة.
يذكر أن قوات الحوثيين في المقابل مؤلفة من مجنّدين في الغالب جرى ويجري تجنيدهم واستقطابهم بحملات لا تكاد تتوقف أسبوعاً واحداً، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ويعد انضمام المجندين يجري تدريبهم على أيدي عناصر في الجماعة أو من العسكريين الموالين لها. ويستفيد الحوثيون من مختلف أجهزة الدولة اليمنية الخاضعة لهم، من أجهزة أمنية وعسكرية أو ما تبقى من أفرادها الخاضعين لسلطتهم على الأقل، بما في ذلك، قوات كانت محسوبة على الرئيس السابق، وتمكن الحوثيون من التغلغل فيها والسيطرة عليها في السنوات الأخيرة.
ويعاني الحوثيون من تراجع عديد مقاتلهيم بعد الخسائر التي تكبدوها كنتيجة منطقية للضربات الجوية ولسنوات من الحرب التي تستنزف عناصرهم. ويجري الحوثيون عمليات تشييع بصورة شبه يومية أخذاً بعين الاعتبار العدد الكبير من الجبهات التي يقاتل فيها مسلحو الجماعة من الساحل الغربي إلى المناطق الحدودية مع السعودية وصولاً إلى جبهات وسط البلاد (مأرب والبيضاء)، وحتى تعز. وجميع هذه العوامل لا تجعل الحوثيين في موقف عسكري أفضل على الأقل، خصوصاً مع ضعف القاعدة الشعبية بالنسبة إليهم في العديد من المحافظات، ومنها الحديدة، التي دفعت إليها الجماعة بتعزيزات كبيرة من صنعاء، في محاولة لوقف مزيد من التقدم نحو المدينة الاستراتيجية حيث الميناء الرئيسي الذي تصل إليه غالبية المساعدات الإنسانية والواردات التجارية، التي تغطي احتياجات المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.