قارب المخرج الأردني حسين دعيبس، على الانتهاء من تصوير أول أعماله الدرامية "وعد الغريب"، الذي ينتمي للون الدرامي البدوي الذي تشتهر به الأعمال الأردنية.
وتأتي خطوة دعيبس في محاولة منه لمزج التاريخ الأردني والقيم الاجتماعية المتأصلة في سكان البادية الأصليين، في إسقاطات مباشرة وغير مباشرة على الواقع الحالي للأمة العربية.
وقال دعيبس لـ"العربي الجديد": مكونات وعناصر البداوة بسمتها الواقعية وبدون تزييف، ستكون مصدرا رئيسا لأحداث المسلسل الذي يغلب عليه الطابع التاريخي لمكانة الأردن في حقبة الاستعمار البريطاني، فضلا عن أن العمل سيكون واقعيا وبعيدا جدا عن الرمزية.
ويراهن دعيبس على الوجوه الجديدة، التي يسعى لتقديمها للجمهور، موضحا: بلا شك نحن نقدم أبطالا معروفين للجمهور في "وعد الغريب"، لكني بذات الوقت، حريص على أن أقدم وجوها جديدة، مشيرا أنه ضد وجود النجم الأوحد في عالم الدراما.
ويقول: "يجب أن يكون هناك نجوم كثر قادرون على أن يؤدوا أدوارهم بثقة عالية، خصوصا أن الجامعات بدأت تتجه نحو تدريس المساقات الفنية بأنواعها كافة، ما يستدعي الاستعانة بهؤلاء الطلبة وتقديمهم منذ البداية إلى المشاهد العربي، وهذا ما سأفعله رغم أن هذه التجربة ليست سهلة، لكنها ستنتج وجوها جديدة بعالم الدراما على الساحتين الأردنية والعربية".
وأبدى دعيبس تفاؤله بالمسلسل الذي كتب قصته وحواره، مصطفى صالح وينتجه المركز العربي لصالح محطة (MBC) الفضائية ويعرض في شهر رمضان المقبل، حيث يرى أن "وعد الغريب" سيعيد الدراما البدوية إلى مكانتها الطبيعية بدون وجود شوائب، من حيث تأدية اللهجة وإدخال العادات والتقاليد البدوية الأصيلة والمناسبات والتعاليل والسمر والفرح والحزن والترح.
"كل هذه المكونات أساسية ستسهم في فض الغبار عن المفاهيم التي قبعت في ذهنية المشاهد العربي، بأن البداوة لها نظامها الاجتماعي الذي يعيش فيه أبناء البادية، وهذا ما سننقله بأمانة، بالإضافة إلى الأحداث الدراماتيكية المتسلسلة، ولا نريد أن ينتاب المتفرج الملل من التكرار" بحسب قوله.
وبين المخرج الأردني: "ستكون هناك تقنيات في التصوير أكثر واقعية، ولن يكون الاعتماد على النص والمكان، فالكاميرا لها حوار، وهذا ملغى تماماً في معظم المسلسلات"، مشيراً إلى أن المسلسل سيشكل نقلة نوعية تثقيفية للمتفرج العربي ليرى أهمية الهندسة الصوتية ومؤثرات وتقنيات تصويرية لم تستخدم في الدراما البدوية من قبل.
واعتبر أن البيئة الأردنية ملائمة جداً لتصوير المسلسل؛ حيث وقع الاختيار على مواقع في محافظة مادبا لتصوير أجزاء كبيرة من أحداث المسلسل، بالإضافة إلى مواقع أخرى في شمال وجنوب المملكة.
وحول غيابه عن تصوير الأغنيات، خاصة وأن له مسيرة طويلة في عالم الأغنية المصورة، كشف دعيبس، أنه انتهى مؤخرا من تصوير أغنية "تقدموا" في فلسطين مع المطربة سيدر زيتون، وهي قصيدة مهمة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، فضلا عن تصويره عددا من الأغنيات التي تكشف معاناة الإنسان جراء الحروب والكوارث التي يتعرض لها، مضيفا: لم يعد لي جلد لأن أشهد معظم أغنيات المطربين هذه الأيام، فمعظمها مليئة بالمشاهد والإيحاءات الخادشة للحياء، والتي أخجل أن أراها، ولن أعود لـ"الفيديو كليب"، إلا بوجود منتج يريد تقديم عمل يرتقي بالذائقة الفنية ولا تخجل العائلة من مشاهدته.
ومعروف أن حسين دعيبس خريج التلفزيون الأردني في فترته الذهبية، وبدأ حياته مصورا صحافيا، حيث ساهم في تصوير عدة حروب أيضا لصالح التلفزيون الألماني، قبل أن يصور فيلم "نزهة على الرمال" مع المخرج نجدت أنزور، ثم كان أول مخرج يصور الأغنيات خارج إطار الإستديوهات، وأخرج أغنيات لعدد كبير من نجوم الغناء العربي أبرزهم كاظم الساهر وفضل شاكر ونجوى كرم ومحمد عبده وعبد المجيد عبد الله وصابر الرباعي وطلال سلامة وعبد الرب إدريس.
اقرأ أيضاً:
شهاب جوهر: الدراما البدوية لون أردني بامتياز!
مارغو حداد لـ"العربي الجديد": الأردن الأقوى في الدراما البدوية