قد حسّان التميمي (18 عاماً)، بصره بسبب الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال الإسرائيلي. مع ذلك، يعتبر ما حدث قدره
على الرغم من فقدانه بصره، إلّا أن ابتسامة الأسير المحرّر حسان عبد الخالق التميمي (18 عاماً)، من قرية دير نظام، شمال غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، تُفرح قلوب والديه وأشقائه وأقاربه وكلّ من يزوره. يؤمن بأنّ مرضه وفقدانه بصره في سجون الاحتلال الإسرائيلي قدر من الله، لكنه يبحث ووالديه عن علاج بعد الإفراج عنه ووصوله في السابع عشر من الشهر الجاري إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، قادماً من مستشفى "تشعار تسيدك" الإسرائيلي.
وكاد الإهمال الطبّي والمماطلة في علاج التميمي من قبل إدارة سجن عوفر ومستشفى "تشعار تسيدك"، أن يوديا بحياته. لم يكن يحصل على علاجه اليومي، هو الذي يعاني من مرض وراثي منذ صغره. فجسمه عاجز عن امتصاص بعض الفيتامينات ما يؤثّر على أعضاء جسمه. وكان الاحتلال على علم بمرضه.
خلال عملية اعتقاله والتحقيق معه، تعرّض التميمي للتنكيل والضرب على أيدي جنود الاحتلال، ونقل إلى معسكر لجيش الاحتلال قرب قرية مجاورة لدير نظام، ثم إلى مركز تحقيق بنيامين، شرق رام الله، وبعدها إلى سجن عوفر. وهدّد بالقتل رمياً بالرصاص مرتين، إحداهما خلال اعتقاله من المنزل من أجل مصادرة هاتفه النقال، والأخرى على أيدي المحققين من أجل انتزاع اعترافات منه بأنه يرمي الحجارة على جنود الاحتلال، وقد هُدّد بالعزل في الزنازين في حال لم يعترف بالتهمة الموجهة إليه.
بعد أيّام من اعتقاله ونقله إلى سجن عوفر، تدهورت الحالة الصحية للتميمي تدريجياً، وسط إهمال طبي وعدم تلقيه دواءه اليومي. يقول لـ"العربي الجديد": "أصبح جسدي هزيلاً وصرت أشعر بالدوار. لاحقاً، صرت أفرغ كلّ ما في معدتي، حتى المياه. لجأت إلى طبيب السجن الذي أنكر حاجتي للعلاج، وادعى أنني أمثّل من أجل الإفراج عني، وأخبرني بأن ذلك يحدث بقرار من القاضي في المحكمة فقط. بعدها، قرّر الأسرى الاحتجاج وهددوا بالإضراب عن الطعام إلى أن نقلوني إلى مستشفى (تشعار تسيدك)".
اقــرأ أيضاً
في المستشفى، لم يتعامل الأطباء مع حالة التميمي الصحية بشكل جيد، وقيّدوا قدميه ويديه بالسرير. ثمّ، لم يعد يرى بوضوح، وأعطوه دواء من دون جدوى، ثمّ أعادوه إلى سريره وقيدوه مرة أخرى. يذكر أنه طلب عصيراً من العنب لم يحضروه له، إذ أمره الجنود بدفع ثمنه، فأجابهم: "تعتقلونني وتريدون مني دفع ثمنه. من أين آتي به؟".
في وقت لاحق، شعر التميمي بالنعاس، ودخل في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام. وحين استيقظ، كانت والدته إلى جانبه لكنه لم يرها. أخبرته أمه بما حدث معه، فشعر بالقوة وطلب منها الصبر، فهذا قدر الله.
في السابع والعشرين من مايو/ أيار الماضي، نقلت إدارة سجن عوفر التميمي إلى مستشفى "تشعار تسيدك" بعدما ساء وضعه الصحي. في المستشفى أيضاً، تعرّض لإهمال طبي وترك 24 ساعة من دون علاج، ثم دخل في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام. قبل ذلك، قررت سلطات الاحتلال الإفراج عنه على أن تستكمل محاكمته. وعقدت جلسة محاكمة له وهو في الغيبوبة في 30 مايو/ أيار الماضي، وستعقد جلسة أخرى في 25 يوليو/ تموز المقبل.
فجر السابع من إبريل/ نيسان الماضي، داهمت قوات الاحتلال منزل عائلة عبد الخالق التميمي، وحققت مع ابنه حسان بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال الذين يقتحمون القرية باستمرار، ويستهدفون شبانها بالرصاص والاعتقالات. واعتقل ضمن حملة في الشهر نفسه، استهدفت 15 فتى وشاباً من القرية.
يُدرك والدا التميمي خطورة الوضع الصحي لابنهما، وقد خسرا ابنهما بكر حين كان يبلغ من العمر 9 سنوات، بسبب المرض نفسه. وحاولا إقناع جنود الاحتلال بعدم اعتقال التميمي، وأخبراهم بأنه يتناول الدواء ثلاث مرات يومياً، وعدم الاهتمام به قد يودي بحياته أو يؤثّر على أعضائه. لكن توسل الوالدين لم يُجدِ نفعاً.
ويعاني الفتى من مشاكل في الكلى والكبد، نتيجة خلل في امتصاص البروتينات منذ كان طفلاً. لذلك، يحتاج إلى تناول الدواء والتقيّد بنظام غذائي.
وتفيد مؤسّسات حقوقية فلسطينية بأنّ السبب المباشر لفقدان التميمي البصر هو حدوث تلف في أعصاب العيون، نتيجة الإهمال الطبي على الرغم من علم الاحتلال بتفاصيل وضعه الصحي، ومطالبة محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، وبشكل متكرر، بتقديم العلاج والطعام الخاص به.
اقــرأ أيضاً
في مستشفى "تشعار تسيدك"، رأت والدة التميمي، ابتسام إبراهيم، ابنها في غيبوبة. لم تتحمل المشهد وسقطت أرضاً، هي التي كانت تخشى أن يصيبه أي أذى.
أم بكر وأبو بكر يحملان سلطات الاحتلال المسؤولية عما جرى بحق ابنهما الذي يحتاج إلى رعاية خاصة ونظام غذائي وعلاج محددين.
يعتزم والد التميمي تقديم شكوى أمام المحاكم الإسرائيلية ضد إدارة سجن عوفر وإدارة مستشفى "تشعار تسيدك" بسبب الإهمال الطبي. وفي حال لم تحاكم، سيحاول اللجوء إلى المحاكم الدولية. ويقول: "تقدمت بطلب للإفراج عن ابني خلال ثلاث جلسات محاكمة قبل تدهور حالته، لكن من دون جدوى".
على مدى 21 يوماً من دخول والديه المستشفى الإسرائيلي، كانا قلقين. اليوم، همهما الوحيد هو أن يعود البصر إلى التميمي. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية على لسان وزيرها جواد عواد، أنها ستعمل على توفير العلاج للفتى في أي مركز أو دولة في العالم.
عاد التميمي إلى منزله قبل أيام، بعد نحو أسبوع من مكوثه في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله. كان يطمح إلى الخروج من السجن إلى قريته ولعب كرة القدم والبلياردو، ويشارك أقاربه أفراحهم. أما الآن، فهو في حاجة لمن يرعاه ويقتاده حتى لقضاء حاجته. كما كان ينتظر أن يشارك ابن عمه وابن خاله فرحهما بزواجهما هذا الصيف، لكن ذلك سيكون صعباً بعد فقدانه بصره. ويأمل أن يتقدّم العام المقبل إلى امتحان الثانوية العامة ليكمل دراسته الجامعية.
وكاد الإهمال الطبّي والمماطلة في علاج التميمي من قبل إدارة سجن عوفر ومستشفى "تشعار تسيدك"، أن يوديا بحياته. لم يكن يحصل على علاجه اليومي، هو الذي يعاني من مرض وراثي منذ صغره. فجسمه عاجز عن امتصاص بعض الفيتامينات ما يؤثّر على أعضاء جسمه. وكان الاحتلال على علم بمرضه.
خلال عملية اعتقاله والتحقيق معه، تعرّض التميمي للتنكيل والضرب على أيدي جنود الاحتلال، ونقل إلى معسكر لجيش الاحتلال قرب قرية مجاورة لدير نظام، ثم إلى مركز تحقيق بنيامين، شرق رام الله، وبعدها إلى سجن عوفر. وهدّد بالقتل رمياً بالرصاص مرتين، إحداهما خلال اعتقاله من المنزل من أجل مصادرة هاتفه النقال، والأخرى على أيدي المحققين من أجل انتزاع اعترافات منه بأنه يرمي الحجارة على جنود الاحتلال، وقد هُدّد بالعزل في الزنازين في حال لم يعترف بالتهمة الموجهة إليه.
بعد أيّام من اعتقاله ونقله إلى سجن عوفر، تدهورت الحالة الصحية للتميمي تدريجياً، وسط إهمال طبي وعدم تلقيه دواءه اليومي. يقول لـ"العربي الجديد": "أصبح جسدي هزيلاً وصرت أشعر بالدوار. لاحقاً، صرت أفرغ كلّ ما في معدتي، حتى المياه. لجأت إلى طبيب السجن الذي أنكر حاجتي للعلاج، وادعى أنني أمثّل من أجل الإفراج عني، وأخبرني بأن ذلك يحدث بقرار من القاضي في المحكمة فقط. بعدها، قرّر الأسرى الاحتجاج وهددوا بالإضراب عن الطعام إلى أن نقلوني إلى مستشفى (تشعار تسيدك)".
في المستشفى، لم يتعامل الأطباء مع حالة التميمي الصحية بشكل جيد، وقيّدوا قدميه ويديه بالسرير. ثمّ، لم يعد يرى بوضوح، وأعطوه دواء من دون جدوى، ثمّ أعادوه إلى سريره وقيدوه مرة أخرى. يذكر أنه طلب عصيراً من العنب لم يحضروه له، إذ أمره الجنود بدفع ثمنه، فأجابهم: "تعتقلونني وتريدون مني دفع ثمنه. من أين آتي به؟".
في وقت لاحق، شعر التميمي بالنعاس، ودخل في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام. وحين استيقظ، كانت والدته إلى جانبه لكنه لم يرها. أخبرته أمه بما حدث معه، فشعر بالقوة وطلب منها الصبر، فهذا قدر الله.
في السابع والعشرين من مايو/ أيار الماضي، نقلت إدارة سجن عوفر التميمي إلى مستشفى "تشعار تسيدك" بعدما ساء وضعه الصحي. في المستشفى أيضاً، تعرّض لإهمال طبي وترك 24 ساعة من دون علاج، ثم دخل في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام. قبل ذلك، قررت سلطات الاحتلال الإفراج عنه على أن تستكمل محاكمته. وعقدت جلسة محاكمة له وهو في الغيبوبة في 30 مايو/ أيار الماضي، وستعقد جلسة أخرى في 25 يوليو/ تموز المقبل.
فجر السابع من إبريل/ نيسان الماضي، داهمت قوات الاحتلال منزل عائلة عبد الخالق التميمي، وحققت مع ابنه حسان بتهمة إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال الذين يقتحمون القرية باستمرار، ويستهدفون شبانها بالرصاص والاعتقالات. واعتقل ضمن حملة في الشهر نفسه، استهدفت 15 فتى وشاباً من القرية.
يُدرك والدا التميمي خطورة الوضع الصحي لابنهما، وقد خسرا ابنهما بكر حين كان يبلغ من العمر 9 سنوات، بسبب المرض نفسه. وحاولا إقناع جنود الاحتلال بعدم اعتقال التميمي، وأخبراهم بأنه يتناول الدواء ثلاث مرات يومياً، وعدم الاهتمام به قد يودي بحياته أو يؤثّر على أعضائه. لكن توسل الوالدين لم يُجدِ نفعاً.
ويعاني الفتى من مشاكل في الكلى والكبد، نتيجة خلل في امتصاص البروتينات منذ كان طفلاً. لذلك، يحتاج إلى تناول الدواء والتقيّد بنظام غذائي.
وتفيد مؤسّسات حقوقية فلسطينية بأنّ السبب المباشر لفقدان التميمي البصر هو حدوث تلف في أعصاب العيون، نتيجة الإهمال الطبي على الرغم من علم الاحتلال بتفاصيل وضعه الصحي، ومطالبة محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، وبشكل متكرر، بتقديم العلاج والطعام الخاص به.
في مستشفى "تشعار تسيدك"، رأت والدة التميمي، ابتسام إبراهيم، ابنها في غيبوبة. لم تتحمل المشهد وسقطت أرضاً، هي التي كانت تخشى أن يصيبه أي أذى.
أم بكر وأبو بكر يحملان سلطات الاحتلال المسؤولية عما جرى بحق ابنهما الذي يحتاج إلى رعاية خاصة ونظام غذائي وعلاج محددين.
يعتزم والد التميمي تقديم شكوى أمام المحاكم الإسرائيلية ضد إدارة سجن عوفر وإدارة مستشفى "تشعار تسيدك" بسبب الإهمال الطبي. وفي حال لم تحاكم، سيحاول اللجوء إلى المحاكم الدولية. ويقول: "تقدمت بطلب للإفراج عن ابني خلال ثلاث جلسات محاكمة قبل تدهور حالته، لكن من دون جدوى".
على مدى 21 يوماً من دخول والديه المستشفى الإسرائيلي، كانا قلقين. اليوم، همهما الوحيد هو أن يعود البصر إلى التميمي. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية على لسان وزيرها جواد عواد، أنها ستعمل على توفير العلاج للفتى في أي مركز أو دولة في العالم.
عاد التميمي إلى منزله قبل أيام، بعد نحو أسبوع من مكوثه في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله. كان يطمح إلى الخروج من السجن إلى قريته ولعب كرة القدم والبلياردو، ويشارك أقاربه أفراحهم. أما الآن، فهو في حاجة لمن يرعاه ويقتاده حتى لقضاء حاجته. كما كان ينتظر أن يشارك ابن عمه وابن خاله فرحهما بزواجهما هذا الصيف، لكن ذلك سيكون صعباً بعد فقدانه بصره. ويأمل أن يتقدّم العام المقبل إلى امتحان الثانوية العامة ليكمل دراسته الجامعية.