دخل حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" في الحملة الانتخابية من أجل الظفر بمقعد عمدة بلدية باريس سنة 2020.
وأعلن المرشح سيدريك فيلاني، دون انتظار تصريح "اللجنة الوطنية للانتخابات"، التي مُنحت صلاحية الحسم بين المرشحين، فأعلن، هذا القادم من المجتمع المدني، عن هزيمته، في تغريدة لا تخلو من مرارة، مما يشي بأنه وجد صعوبة كبيرة في فرض برنامجه ورؤيته لبلدية باريس: "من الواضح أني لن أحصل على ترشيح "الجمهورية إلى الأمام"".
وهكذا أصبح على عاتق المرشح المقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، بنجامان غريفو، والذي لم يشكّ أحدٌ في اختياره كمرشح للأغلبية الرئاسية، مسؤوليةَ إلحاق الهزيمة بالعمدة الاشتراكية آن هيدالغو.
بلدية باريس الطريق الضروري لتجديد ولاية ماكرون الرئاسية. إذ أن من يسيطر على باريس يمكن أن يطمح في الوصول إلى الإليزيه، هكذا كان يرى رئيس الجمهورية الأسبق، جاك شيراك. ولهذا السبب أصر الرئيس إيمانويل ماكرون على اختيار المرشح الأكثر قرباً منه ووفاء له لهذا المنصب الهام.
وسيكون على مرشح "الجمهورية إلى الأمام" في انتخابات بلدية باريس سنة 2020، أن يلحق الهزيمة بالعمدة الحالية، آن هيدالغو، التي بدأت حملتها منذ سنة، وإن لم يكن بصفة مباشرة ومعلنة.
فكل قرارات آن هيدالغو وتصريحاتها تصبّ في هذا الاتجاه، سواء تعلق الأمر بميولاتها الإيكولوجية "الجديدة"، أو بالحد من السيارات في قلب العاصمة أو بزيادة الحدائق والأشجار، أو برغبتها في توحيد اليسار المتعدد، أو في غزلها المستمر للمهاجرين في مواجهة حكومة متشددة بقوانينها، أو أخيراً، وليس آخراً بتدشين جادة القدس، تقرباً من اليهود الفرنسيين، المعروف عنهم أداؤهم لواجبهم الانتخابي، ومن تمثيلياتهم.
وحتى لا يبدو اختيار مرشح الأغلبية الرئاسية، وكأنه غير ديمقراطي، ويتم بتوجيه مباشر من طرف رئيس الجمهورية، سمح للعديد من المرشحين بإعلان ترشحهم، وفي نهاية الأمر استقر الأمر على ثلاثة مرشحين، بنجامان غريفو، وهو من أوائل من التحق بمغامرة إيمانويل ماكرون، والناطق الرسمي السابق باسم الحكومة، وسيدريك فيلاني، النائب البرلماني القادم من المجتمع المدني والحاصل على معادل لجائزة نوبل في الرياضيات، وهوغ رينسون، نائب رئيس مجلس النواب، القادم من حزب "الجمهوريون"، اليميني، بعد انسحاب المرشح ذي الأصول المغربية، منير محجوبي، مُعلناً دعمه لسيدريك فيلاني في مواجهة المرشح الأوفر حظاً، غريفو.
وبدل اللجوء إلى ما لجأت إليه أحزاب سياسية فرنسية عديدة، منها الحزب الاشتراكي وحزب "الجمهوريون"، من تنظيم انتخابات داخلية لحسم الأمر، وهو ما يطالب كل المرشحين به، عدا بنجامان غريفو، تقرَّرَ عرضُ المرشحين على ما يسمى اللجنة الوطنية للانتخاب، حيث يدافع كل مرشح، خلال ساعة ونصف، عن برنامجه وعن استراتيجيته الانتخابية، وعمّا يجعله الأوفر حظا مقارنة بزميليه، في مواجهة مرشحة اليسار المُجرَّبة. وهو ما جرى يوم أمس، الثلاثاء، 9 يوليو/ تموز، وظل طي الكتمان، قبل أن يكشف عنه عالِم الرياضيات سيدريك فيلاني.
وتجدر الإشارة إلى أن بنجامان غريفو كان يُعتبر ولا يزال الأقرب إلى قلب الرئيس إيمانويل ماكرون، حتى وإن حرص الرئيس إيمانويل ماكرون على عدم حسم الأمر بصفة علنية، متذّرعاً باحترامه للديمقراطية وبقوانين الحزب، ولا أدلَّ على قرب بنجامان غريفو من الرئيس، سوى تصريحات بعض أعضاء الحكومة، غير المواربة، عن دعمهم له، ومن بينهم الوزيرة مارلين شيابا، التي أكدت علانية، يوم الإثنين، دعمها الشديد لبنجامان غريفو رغم أنها استدركت: "ولكني أثق بنزاهة اللجنة الوطنية للانتخابات"، وفي نتائجها.
وهكذا جاءت النتائج الرسمية، مساء يوم الأربعاء بُعيْد السابعة مساءً، كما أرادها الرئيس إيمانويل ماكرون. وستبدأ حملة الانتخابات البلدية، التي يريدها الرئيس الفرنسي، بعد إفلاته من فخاخ "السترات الصفراء" و"قضية ألكسندر بنعلا"، تعبيداً للطريق إلى ولاية رئاسية ثانية.