رأت الهيئة السياسية لـ"حراك تونس الإرادة"، الذي يتزعمه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، أن مبادرة حكومة الوحدة الوطنية التي اقترحها الرئيس الباجي قائد السبسي تمثل "تعبيرا عن فشل منظومة الحكم، وقفزة نحو المجهول بدون أفق حقيقي، زادت من الارتباك الحاصل داخل الإدارة".
وشددت الهيئة، في بيان اليوم الاثنين، على أن المبادرة أثّرت سلباً على "وضع البلاد الاقتصادي والاجتماعي الحرج، وخلقت مناخات من التناحر والتصارع داخل أحزاب التحالف، وفي أعلى هرم الدولة".
وجدّدت الهيئة موقف الحزب الرافض لمشروع قانون المصالحة الاقتصادية المقترح من رئاسة الجمهورية، واعتباره "تطبيعاً مع الفساد ومأسسة لآلياته وحماية رموزه، في ظرف ارتفعت فيه مؤشرات الفساد وتفاقمت أخطاره على الاستقرار الاقتصادي والسلم الاجتماعي في البلاد".
وأوضحت أنها تدعم بقوة موقف منظمات المجتمع المدني، التي وقفت ضد مشروع قانون المصالحة، وأن الحزب منفتح على كل القوى الوطنية لـ"التنسيق والتعاون في مواجهة هذا القانون، وفي دعم مسار العدالة الانتقالية، والتكاتف في مواجهة محاولة منظومة الحكم تمرير أجنداتها الفئوية تحت مسمى الوحدة الوطنية".
وأشار البيان إلى عزم الحزب على تقديم مبادرات تشريعية وسياسية لـ"تعزيز منظومة مكافحة الفساد، وتطوير الأُطر القانونية الجزائية والجنائية وغيرها للتصدي لهذه الآفة الخطيرة، التي تعصف بمكتسبات الثورة والمرحلة التأسيسية"، داعيا مؤسسات الحزب ومناضليه إلى استكمال جهود البناء الهيكلي، والاستعداد التام للاستحقاقات المقبلة.
يذكر أن مجموعة من الأحزاب والمنظمات تعقد، اليوم الاثنين، اجتماعا للنظر في سبل معارضة "قانون المصالحة"، من بينها "التكتل"، وحزبا "المؤتمر" و"التيار الديمقراطي"، وهما حزبان خرجا من رحم المؤتمر الذي كان يترأسه المرزوقي. في حين تغيب "الجبهة الشعبية" و"الحزب الجمهوري"، فضلا عن عدد من الأحزاب المعارضة الأخرى، عن التنسيق، ما يعكس حالة التذبذب التي تعيشها أحزاب المعارضة اليوم، رغم اتفاقها على موقف موحد من مبادرة حكومة الوحدة و"قانون المصالحة".
وكانت أحزاب معارضة قد خرجت في مظاهرتين منفصلتين في اليوم نفسه وفي المكان ذاته، إبان عرض "قانون المصالحة" في صيغته الأولى قبل أشهر.