حزب الاتحاد الديمقراطي والخيارات الصعبة

22 سبتمبر 2014
+ الخط -

ربما بات العائق الوحيد أمام حزب العمال الكُردستاني، وجناحه السوري تحديداً، للانضمام إلى التحالف "الغرب - عربي" لضرب تنظيم "داعش"، علاقته المبهمة مع  نظام الأسد، وبقاء وجود مربعاته الأمنية في القامشلي والحسكة، وقد ارتقت هذه العلاقة، أحياناً إلى درجة التعاون المشترك، كما شاهدناه في حي غويران في الحسكة، وأحياناً أخرى، الاكتفاء بحسن الجوار كما في القامشلي، لا تزال تشكل العائق الأهم أمام الانضمام لصف دول التحالف الـ 40.

عمل الحزب جاهداً إعلامياً وإنسانياً، في الفترة الماضية، على لفت انتباه الدول الغربية لخطر تنظيم داعش على المناطق الكُردية تحت سيطرته في سورية، وخصوصاً بعد أن كثرت التكهنات حول تدخل أميركي، وتنفيذ هجمات جوية على مواقع داعش في الداخل السوري، إسوة بكُردستان العراق، فـعمل إعلامياً على نشر فكرة الدفاع عن العالم الحر والحريات، في وجه تنظيم متطرف إرهابي، فيما كان لجوء آلافٍ من كُرد كوباني إلى الحدود التركية، ومنع الجندرمة اجتيازهم الحدود أكثر نقطة تصب لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي، لكسب العطف الدولي، خشية من وقوع مجازر جديدة بحق الكُرد، كما حدث في كوجو وشنكَال في العراق، ولم يغفل الـ"ب ي د"، (اختصار أميركا الجيش الحر بالدعم)، فأقام غرفة عمليات مشتركة مع الثوار باسم "بركان الفرات" لمجابهة داعش، ناهيك عن عمل الحزب لتجاوز خطورة انتهاكاته الداخلية بحق الكُرد من ناشطين وأحزاب، أو تغطيتها، إن صح التعبير، بوجود عدو متغطرس يحدق بأمن المناطق الكُردية.
 
كل الظروف، الآن، مؤاتية لإلحاق حزب الاتحاد الديمقراطي الـ"ب ي د" بركب الحلف الدولي، فرئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، دعا، صراحة، إلى حماية مدينة كوباني في سورية من مقاتلي تنظيم الدولة، وقال، في بيان، إنه يدعو المجتمع الدولي لاستخدام كل الوسائل المتاحة، وبأسرع ما يمكن لحماية الكُرد هناك، هذا على الرغم من عدم ذكر الحزب، ولا قوات الحماية الشعبية الكُردية، في أي مؤتمرات أو تصريحات غربية أو أميركية.

إذن، الطريق أمام حزب الاتحاد الديمقراطي، الوجه السوري لحزب العمال الكُردستاني، أضحى أمام خيارين، الإبقاء على علاقته مع النظام والاكتفاء بقصف جوي أميركي على مواقع داعش، من دون أي دعم عسكري أو لوجستي، أو التحليق إلى الضفة الأخرى، ونيل الود الأميركي، بقطع علاقته مع محور دمشق نهائياً، والتخلي عن مزاعم الخط الثالث، لكي يتلقى الدعم العسكري الغربي الكامل، كما بيشمركة كُردستان، فهل سيكون الخيار الأخير الأقرب للتطبيق مع اقتراب الطيران الأميركي، وعروض باراك أوباما المغرية؟

avata
avata
ولات العلي (سورية)
ولات العلي (سورية)