حريق فندق دبي يثير تساؤلات حول ناطحات السحاب بالخليج

03 يناير 2016
تساؤلات حول مواد بناء أبراج الإمارات الشاهقة (فرانس برس)
+ الخط -
أدى الحريق الذي اندلع في ناطحة سحاب في دبي ليلة رأس السنة، وهو ثالث حريق في مبنى شاهق بالإمارة، خلال ثلاث سنوات، إلى إثارة تساؤلات جديدة حول سلامة المواد المستخدمة في واجهات المباني شاهقة الارتفاع في المنطقة.

وشيدت مئات الأبراج البراقة في دول الخليج العربية، خاصة في الإمارات وقطر، خلال العقد الماضي نتيجة الانتعاش الاقتصادي.

وغالباً ما تشمل التصميمات الحديثة المزخرفة، استخداماً كبيراً للمواد التي تكسو الأبنية، وهي طبقات تثبت على واجهات المباني للزينة أو العزل أو الحماية.

وبعد أحدث حريق في دبي، والذي قال مسؤولون أمنيون إنه انتشر في واجهة المبنى المؤلف من 63 طابقاً، وهو عبارة عن فندق وبرج سكني، يتساءل الخبراء عما إذا كانت تلك الطبقات تجعل الأبنية أكثر عرضة للحرائق في بعض الحالات.

اقرأ أيضاً: حريق هائل بأحد فنادق دبي قبيل الاحتفالات بالسنة الجديدة

وذكرت جريدة الوطن الإماراتية، يوم السبت، أن الحرائق التي اندلعت في مواقع مهمة في دبي، أثارت المخاوف بشأن جودة المواد المستخدمة في تغطية المباني في الإمارات.

وأوردت الجريدة أن الخبراء، يقولون، إن معظم الأبراج السكنية والإدارية في الإمارات وعددها نحو 250 تقريباً، تستخدم ألواحاً من مواد بلاستيكية حرارية. ويمكن أن تتكون الألواح من بلاستيك أو حشو من البولي يرويثين وسط صفائح من الألومنيوم.

وقال مؤسس شركة استشارات السلامة من الحرائق في بريطانيا فيل باري، إن مثل هذه المواد ليست خطيرة بالضرورة، لكن يمكن أن تكون قابلة للاشتعال. ووفقاً لتصميم ناطحة السحاب فإن النيران قد تنتقل من خلال النوافذ إلى داخل المباني.

وأضاف باري لـ "رويترز"، أنه من خلال عمله كمستشار في الخليج عام 2012 لاحظ أن هناك إمكانية "لنشوب حرائق في المباني الشاهقة"، والتي تشير في بعض الأماكن إلى الحاجة للوائح أقوى وقوانين بناء أشد صرامة.

اقرأ أيضاً: دبي تزيد الإنفاق 12% في 2016 رغم أزمة النفط

حرائق سابقة

ولا تزال السلطات الإمارتية تحقق منذ يوم السبت، في سبب الحريق الذي اندلع في برج "العنوان" داون تاون. وقالت شرطة دبي إن 14 شخصاً أصيبوا بجروح طفيفة لدى إخلاء المبنى.

وذكر رجل إسعاف في الموقع، أن أكثر من 60 شخصاً خضعوا للعلاج نتيجة استنشاق الدخان وأسباب أخرى.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة "إعمار" (مالكة الفندق) محمد العبار، إنه تم بناؤه وفقاً لأفضل معايير الجودة واتباع أفضل الأساليب الدولية.

وأكد العبار في بيان صادر عن "إعمار"، أن الشركة مصممة على إعادته إلى ما كان عليه بل وأفضل من المعايير المعمارية الرائعة. 

ولم يناقش العبار في البيان، أسباب الحريق أو التأثير المالي على شركة "إعمار" أو القول بموعد إعادة افتتاح الفندق.

اقرأ أيضاً: كردستان العراق: النمو الاقتصادي يتراجع..والفقر يسجل ارتفاعاً في 2015

للإشارة، تم في فبراير/شباط العام الماضي، إجلاء مئات الأشخاص من أحد أعلى الأبنية السكنية في العالم، عندما اندلع حريق في برج "الشعلة" المؤلف من 79 طابقاً في دبي. وتوصل تحقيق أجرته إدارة المبنى إلى أن معظم الأضرار كانت في مواد العزل الخارجية.

وعلاقة بالموضوع ذاته، شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2012، التهام النيران لأجزاء من مبنى سكني مؤلف من 34 طابقاً.

وأظهر تحقيق، حول الحريق الأخير، أن سببه كان عقب سيجارة ألقي على كومة من النفايات. وسرت النيران في الألواح التي تكسو البرج.

جدير بالذكر، أن الإمارات العربية المتحدة، سبق وأجرت تعديلاً على قانون سلامة الأبنية في 2013، يقضي بأن تكون المواد التي تكسو كل الأبنية الجديدة التي يزيد ارتفاعها عن 15 متراً من المواد المقاومة للحرائق. لكن اللوائح الجديدة لا تطبق على الأبنية المقامة قبل ذلك العام.

وأوضح فيل باري، أن الغالبية العظمى من ناطحات السحاب في البلاد، لا تنطبق عليها اللوائح. وكان قد تم اكتمال برج "العنوان داون تاون" في عام 2008.

اقرأ أيضاً: تركيا: زيادة الضرائب على السجائر والكحوليات ورفع سعر الكهرباء

دلالات
المساهمون