حرية زائفة

12 فبراير 2015
+ الخط -

"لم أطرح هذا السؤال على نفسي. أنا كاتب وعملي ينحصر في الأدب فقط". هكذا كان جواب الكاتب الألباني إسماعيل قدري، دنيئاً وجباناً، حين سأله صحافي من "الوكالة الفرنسية للأنباء" عن احتمال انتقاد الفلسطينيين له بعد تسلّمه "جائزة القدس" مكافأة له عن "دفاعه عن الحريات" في أعماله الأدبية.

كان بإمكان قدري أن يختلق ما طاب له من الأعذار من دون أن يكلّف نفسه عناء الإقناع، فهو يعرف جيداً بأنه سيُجلب إلى القدس المحتلة لكيل المديح للكيان الصهيوني وتلميع صورته.

كيف يقبل كاتب "مشهود له" بالدفاع عن الحريات جائزةً تزعم مكافأة الكُتاب المدافعين عن الحرية في كيان يقوم على سلب حرية الفلسطيني وأرضه؟

هذا هو السؤال البسيط والبديهي الذي لم يطرحه الكاتب على نفسه قبل قبول "الجائزة" مثلما لم يطرحه، للأسف، الكثير من الكُتاب العالميين الذين تلوثت أياديهم بجائزة بهذه الدرجة الفاضحة من النفاق الأخلاقي.

لا ندري إن ثمة مصادفة في كون العديد من الفائزين بجائزة القدس الصهيونية وجدوا الطريق معبدة لاحقاً إلى جائزة نوبل ومنهم أوكتافيو باث ونايبول ويوسا.

غير أن الثابت هو أن قدري معروف بانتهازيته السياسية، فالرجل تمتّع بكل الامتيازات خلال حكم الدكتاتورية الشيوعية في ألبانيا وكان عضواً في البرلمان لخمسة عشر عاماً، وحين أحسّ بقرب انهيار النظام حزم حقائبه والتجأ إلى فرنسا ليتحول إلى معارض ومدافع عن الحرية.

بئس الجائزة وبئس الحرية!

المساهمون