حروب الشرق الأوسط تحلّ فنوناً في لوس أنجلوس

09 ديسمبر 2014
+ الخط -
لوحات فنيّة تجمعها نكهة الحرب والنفيّ والتشريد. وجوه شرق أوسطية عانت ويلات الحروب الطويلة وذاقت مُرّ الصراعات. إنها تلك الأعمال الفنية التي يجمعها معرض "الحرب والناس" في ضيافة أحد أهم المراكز الثقافية في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، مركز "ليفانتاين".

يركّز معرض "الحرب والناس" على الفنّ المعاصر والتحف التي تمّ جمعها من فنانين ومن لاجئين شرّدتهم الحروب، لا سيما الحرب العراقية الإيرانية بين العامين 1980 و1988، وحربا عام 1948 وعام 1967 بين إسرائيل والعرب، والحرب الأهلية اللبنانية بين العامين 1975 و1990، بالإضافة إلى الحرب الدائرة في سورية منذ عام 2011.

المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الحالي يضم مزيجاً من فنانين مسلمين ومسيحيين ويهوداً من بينهم ميليسا شميرا، فاديا أفاشه، كندا حبراوي، خالد حسين، جون حلاقة، كافي كشميري وغيرهم.

تنوّع خلفيات الشخصيات الفنية المشاركة في هذا المعرض انعكس بلا شكّ على تنوّع الأعمال المعروضة، الأمر الذي خلق أجواء حوارية مميّزة غنيّة بتبادل الكثير من وجهات النظر التي قد تكون في أغلب الأحيان متناقضة.


مديرة البرنامج لدى مركز "ليفانتاين"، كاثلين أبو عطا، قالت لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأعمال الفنية التي يضمّها المعرض تبرهن للناس كيف أنّ الحروب المتعدّدة التي حدثت في الشرق الأوسط قد أثّرت على الإنسان بطرق متشابهة". وأضافت أبو عطا، أنّ "ما يميّز هذا المعرض بالتحديد، هو أنّ الفنانين المشاركين يحاولون إيصال رسائلهم عن الحرب من خلال ربطها بوجوه الناس، فمثلاً عملت الفنانة كندا حبراوي على جمع صور الأطفال السوريين المنشورة على "تويتر" وقامت برسمها على لوحات. ومن هنا فإن المعرض يبرز وجه الإنسان في الحرب".




وعلى هامش هذا الحدث الفني أُقيمَت أمسية شعرية قرأ خلالها عدد من الشعراء المقيمين في جنوب كاليفورنيا نصوصاً شعرية. ومن بين المشاركين الشاعرة الإسرائيلية، موراني كورنبرغ، مؤلّفة كتاب "عزيزي درويش"، وهو مخاطبة لقصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. هي المعروفة بدعمها لحقّ الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة.

ويأتي معرض "الحرب والناس" كنتيجة للجهود التي تقوم بها "مبادرة لوس أنجلوس للفنون الإسلامية" المطلقة حديثاً، التي تهدف إلى حشد ما يقارب 30 مؤسّسة ثقافية في جميع أنحاء المدينة لعرض نماذج مختلفة من الفنّ التقليدي والمعاصر من مناطق العالم الإسلامي والشتات.

هذه المبادرة هي الأولى التي تعمل على هذا النطاق الواسع من أجل إنتاج وتقديم المعارض الفنية، وعقد حلقات النقاش والعروض. ولا شكّ أنّها ستسهم في بناء فهم أكبر لدور الفنون الإسلاميّة، وتعزيز الحوار العالمي فيما يتعلق بالقضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية.

المساهمون