حرب زراعية بين واشنطن وبكين بسبب الدعم

15 سبتمبر 2016
مزارع الذرة الأميركية تضررت من الدعم الصيني (Getty)
+ الخط -

تتواصل الحروب التجارية بين أميركا والصين، فعقب حرب الصلب تدور الآن حرب جديدة وهي حرب الدعم الزراعي، حيث تقدمت إدارة الرئيس، باراك أوباما، بشكوى ضد الصين في منظمة التجارة العالمية بسبب "دعمها الحكومي الزائد" للإنتاج المحلي من الحبوب، وذلك وفقاً لما أعلنه الممثل التجاري الأميركي مايكل فرومان.
وقال مكتب فرومان، إن دعم الصين للذرة والقمح والأرز في عام 2015 قدر بقرابة 100 مليار دولار فوق المستويات التي التزمت بها بكين عندما انضمت لمنظمة التجارة العالمية عام 2001.

وأضاف المكتب، في بيان، أن هذا دفع أسعار الحبوب الصينية "فوق مستويات السوق" وخلق "حوافز حكومية اصطناعية" للمزارعين الصينيين لزيادة الإنتاج الأمر الذي أثر على قدرة المزارعين الأميركيين على المنافسة في العالم.
وأعربت وزارة التجارة الصينية عن أسفها إزاء هذه الشكوى، متعهدة بتبني إجراءات تتفق مع بروتوكولات تسوية النزاعات لمنظمة التجارة العالمية وحماية المصالح الصينية.

وقالت الوزارة، في بيان نقلته وكالة شينخوا الصينية، إن الجانب الصيني سيلتزم بتوفير الدعم الحكومي للقطاع الزراعي في ضوء قواعد منظمة التجارة العالمية وتعزيز النظام التجاري الزراعي.
وتأتي الشكوى، التي تعتبر رقم 14 لإدارة أوباما ضد الصين في منظمة التجارة العالمية، في وقت تصاعدت فيه حدة الخطاب المناوئ للتجارة في الحملات الرئاسية الأميركية الجارية.

وتريد إدارة أوباما أن تظهر موقفاً صارماً في تنفيذ الاتفاقيات التجارية في محاولة لحشد دعم المشرعين لإقرار شراكة عبر الباسيفيك التجارية في وقت لاحق من هذا العام.
وقال أوباما، يوم الثلاثاء، في بيان إن "تنفيذ القواعد القائمة ليس كافياً.. الأهم هو الانتهاء من اتفاق الشراكة عبر الباسيفيك سريعاً".

بيد أن رئيس مجلس النواب، بول ريان، قال الأسبوع الماضي، إن اتفاق الشراكة عبر الباسيفيك ليس مدعوماً بعدد كاف من الناخبين لتمريره في الكونغرس هذا العام، مشيراً إلى ضرورة قيام إدارة أوباما بتعديل الاتفاق للحصول على موافقة الكونغرس.
ويعارض المرشحان الرئيسيان للرئاسة الجمهوري، دونالد ترامب، والديمقراطية، هيلاري كلينتون، الاتفاق الذي يضم 12 دولة، ما يزيد من صعوبة تمريره في الكونغرس.

وقال خبراء، إن صانعي السياسات الصينيين والأميركيين بحاجة إلى التركيز على الصورة الأكبر للعلاقات الثنائية والبحث عن فرص لتعميق التعاون التجاري والاقتصادي في منطقة آسيا الباسيفيك.
في هذا الصدد، قال وانغ هوي ياو، رئيس مركز الصين والعولمة، أحد مراكز الفكر الصينية، الأسبوع الماضي في حديث حول العلاقات الصينية-الأميركية، إن البلدين بحاجة إلى دراسة اتفاقية تجارية أشمل تغطي الشراكة عبر الباسيفيك والشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، وهي اتفاقية تجارة حرة كبرى أخرى في آسيا، من أجل أن تستفيد كافة اقتصادات منطقة آسيا-الباسيفيك.

وقال لونغ يونغ نو، كبير المفاوضين الصينيين السابق في مسيرة الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، في نفس الصدد، إن انضمام الصين للمنظمة حقق للولايات المتحدة فوائد كبيرة ولاسيما قطاعها الزراعي.
وأصبحت الصين أكبر سوق لتصدير المنتجات الزراعية الأميركية، ما أدى إلى خلق 160 ألف وظيفة على الأقل في الولايات المتحدة، وفقاً لقوله، داعياً الاقتصادين الأكبر في العالم إلى مواصلة توسيع التعاون في التجارة والاستثمار.

وارتفع حجم صادرات الولايات المتحدة من السلع الزراعية إلى الصين من ملياري دولار إلى 20 مليار دولار، وفقاً لوزير الزراعة الأميركي توم فيلساك.
ويذكر أن الحكومة الصينية سبق أن اتخذت إجراءات ضد أميركا، حينما رفعت رسومها على واردات الصلب الصينية بنسبة فاقت 500%. وهو ما اعتبر خبراء اقتصاد أنه بذرة أولية لبوادر حرب تجارية بين الصين وأميركا بشأن صادرات الحديد الصلب البارد، حيث فرضت أميركا رسوماً بلغ معدلها 256%، على واردات الصلب ثم رفعت الرسوم إلى أكثر من 522%.

وقابلت الصين القرار الأميركي بغضب شديد وقالت، إن الرسوم المرتفعة على واردات مسطحات الصلب المدرفلة الباردة المصدرة إلى أميركا تتنافى مع قوانين منظمة التجارة العالمية.
وجاء القرار الأميركي عقب احتجاج خمس شركات أميركية في صناعة الصلب لوزارة التجارة الأميركية.



المساهمون