حرب اليمن تخنق ممرات استراتيجية للتجارة العالمية

14 مايو 2015
هل أصبح باب المندب خطراً على التجارة العالمية؟ (Getty)
+ الخط -

في حين تقف السعودية وإيران على طرفي النقيض في حرب اليمن، تتنامى بشكل يومي المخاطر التي تواجهها الرحلات الحيوية لناقلات النفط والسلع، خاصة المارة من باب المندب في البحر الأحمر ومضيق هرمز في الخليج العربي.

وتعبر الملايين من براميل النفط باب المندب قبالة سواحل اليمن ومضيق هرمز، القريب من سواحل إيران، يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. ومن المرجح أن تقفز تكاليف التأمين على شركات الشحن.

وفي الأسبوع الماضي، أفرجت إيران عن سفينة الحاويات ميرسك تيجرس، التي ترفع علم جزر مارشال وطاقمها، بعدما احتجزتهم في مضيق هرمز، ما دفع الولايات المتحدة إلى إرسال سفن حربية لمتابعة السفن، التي ترفع علم الولايات المتحدة لدى مرورها عبر المضيق في إجراءات مؤقتة.

وفي هذا السياق، أوضح جون دالبي، من مارين ريسك مانجمنت، التي تزود السفن في المنطقة بفرق أمنية مسلحة خاصة، أن "المنطقة كلها عبارة عن برميل بارود حاليا".

كما أشار إلى أنّ "التوترات الأساسية هي فيما يبدو بين القوات البحرية، سواء أكانت زوارق الدورية أو السفن الإيرانية أو قوات أخرى في المنطقة. هذا يُوجِد بشكل ما قدرا من عدم التيقن أكبر من المخاطر التي يشكلها القراصنة الصوماليون، كما شاهدنا من قبل، وقدرات نارية أكبر بكثير، وهو الأمر الأشد إثارة للقلق".

في المقابل، أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أمس الأربعاء، أنّ بلادها لن تسمح للقوات البحرية التابعة للتحالف، الذي تقوده السعودية، بتفتيش سفينة شحن إيرانية في طريقها إلى اليمن.

وتفتّش القوات، التي تقودها السعودية، كل السفن الداخلة إلى اليمن، لمنع تهريب الأسلحة إلى المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران، الذين يسيطرون على مساحة كبيرة من اليمن.

وقال مايكل فرودل، من سي-ليفل جلوبل ريسكس لاستشارات المخاطر، ومقرها الولايات المتحدة، إن "السؤال بالنسبة إلينا هو: هل يمكن أن يصبح الإبحار عبر باب المندب خطيراً لدرجة أن المدافع على البر، التي يسيطر عليها الحوثيون، قد تطلق النار على السفن".

وأضاف "إذا حدث ذلك، فاربطوا الأحزمة، سترتفع تكاليف التأمين".

وقد تكون زيادة حادة محتملة في علاوات النقل البحري، رادعاً لحركة التجارة لا يقل عن الصراع نفسه.

وقال جوناثان موس من مكتب المحاماة دي.دبليو.اف، والذي يعمل مع شركات تأمين "السفن المتجهة إلى الخليج والبحر الأحمر وشرق المتوسط، ستكون ملزمة بإعادة النظر في تحركاتها، ليس بسبب نطاق الهجمات والمصادرات التي تتعرض لها السفن التجارية والآخذ في التزايد فحسب، ولكن أيضا بسبب علاوات التأمين".

ورأى خالد هاشم من بريشس شيبنج، وهي من أكبر ملاك سفن الشحنات الجافة في تايلاند، أنه "إذا ساء الأمر فعلا، فقد تتوقف شركات التأمين بالكامل عن تغطية الرحلات المتجهة إلى المناطق المتضررة".

كما حذّر من أنه "إذا مضت سفينة الشحن الإيرانية قدماً في تسليم المساعدة إلى اليمن، رغم المطالبات الأميركية بتسليمها في جيبوتي المجاورة، فقد يفضي الأمر إلى رد فعل من التحالف الذي تقوده السعودية".

وأضاف "قد يؤدي ذلك إلى تصاعد التوترات في منطقة واسعة، تشمل البحر الأحمر وخليج عدن وحتى مضيق هرمز، وسيكون ذلك أمراً سيئاً لقطاع الشحن البحري بالتأكيد، وبالنسبة لكل دول المنطقة".

وحذرت إدارة النقل البحري الأميركية ومكتب تسجيل السفن، التي ترفع علم جزر مارشال، من تنامي المخاطر التي تتعرض لها السفن العاملة في منطقة مضيق هرمز.

وشهدت المنطقة تعطيل خطوط للشحن البحري في السنوات الأخيرة، بسبب القرصنة الصومالية وهجمات المسلحين.

وتسبب تفجير انتحاري نفّذه تنظيم القاعدة في مقتل 17 بحاراً على متن المدمرة الأميركية يو إس إس كول، في ميناء عدن بجنوب اليمن عام 2000. وبعدها بعامين، ضربت القاعدة ناقلة فرنسية في خليج عدن، جنوب باب المندب، ما أدى إلى ارتفاع علاوات التأمين إلى ثلاثة أمثالها.

وقال فيليب بيلشر، من رابطة انترتانكو للناقلات، "التوترات تتصاعد، وهناك بعض القلق الواضح، إذ ما زال مالكو الناقلات يتذكرون الأحداث البعيدة لحرب الناقلات من الثمانينيات" مشيراً إلى السفن التي تعرضت لإطلاق النار عليها، خلال حرب العراق وإيران.

اقرأ أيضا: هدنة اليمن.. آمال في انفراج الأزمات المعيشية وعودة العالقين

المساهمون