حرب الجزائر: مراجعات استعمارية

14 اغسطس 2020
(أطفال يلوحون بالعلم الجزائري في ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، الجزائر العاصمة 1961/ Getty
+ الخط -

كلّف الرئيس الفرنسي ماكرون المُؤرّخَ بانجامين ستورا بكتابة تقرير عن "ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر"، وتضمينه مجموعةً من التوصيات تُسهم في مُصالحة الشعبيْن الجزائري والفرنسي وتَنْزَع فتيلَ التوتّر الذي لم يَخبُ منذ سبعين عامًا، على أن يكتبَ عن الجانب الجزائري المؤرّخ عبد المجيد شيخي، ثم تُقارَن نتائج التقريريْن في سبيل الوصول إلى خلاصاتٍ تصالحيّة.

ولكنّ التصريحات التي أدلى بها سُتورا، مُؤخّرًا، تشدِّدُ من جَديدٍ على "معاناة أطيافٍ كثيرة من الفرنسيين وعلى آلامهم"، ومنهم "الأقدام السوداء" والجنود والحَركيون الذين تضرّروا من هذه الحرب. إذن، يَستمرّ الخطاب الرسميّ الفرنسي في تأكيد "آلام" فرنسا أثناء حرب الاستقلال الجزائرية، في نظريّةٍ تُساوي بينَ الجلاّد والضحيّة، بين المستعمِر الذي غَصَب الأرض وطمَس الهوية، طيلة عقودٍ، وبين المستَعْمَرين، أهل البلد، الذين فَقدوا من ذويهم مليوناً ونصف مليون شهيد، فضلاً عن إفقارهم وتشويه ثقافتهم.

يبدو مُنطلق المصالحة مغلوطًا والمُصادرة غير صائبة، ولا بد لمثل هذه المُراجعات أن تُبنى على الوقائع البديهيّة، بأسمائها الدقيقة: الاستعمارُ جريمةٌ واحدةٌ، شَملت عمليات إلحاقٍ وضمٍّ وطَمسٍ. كان انهاؤُه بقوة المقاومة مسارًا شرعيًّا لردّ الحقوق، لا إرهابًا ضِدَّ أبرياءَ. لا يمكن أن نضع في نفس المستوى ألَمَ الضحايا الذين انتُزع منهم كلُّ شيء و"ألم" المنتَزِعين الذين أخذوا كلَّ شيء. على المؤرّخ الفرنسي البدء بتعديل مَنطق المراجعة.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون