حراك فلسطيني لتعزيز المصطلحات الإعلامية حول مقاومة الاستيطان

05 ابريل 2017
توجد نية لإنشاء لجنة توجيهية بالمعلومات الخاصة بالاستيطان(العربي الجديد)
+ الخط -
تسعى مؤسسات فلسطينية رسمية عدة إلى إيجاد استراتيجية وطنية، حول طبيعة الخطاب الإعلامي الفلسطيني بشأن استخدام المعلومات والمصطلحات المتعلقة بقضية الاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، من خلال التأكيد على صحة المعلومة قانونياً وسياسياً.

وقال مستشار رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية للشؤون القانونية"، محمد إلياس، لـ "العربي الجديد"، إن "التركيز على الممارسات الاستعمارية الإسرائيلية في حياة الفلسطينيين، وترتيبها وتقديمها، بحاجة إلى إعادة نظر في المعلومات التي يصاغ بها الخبر".

وأضاف إلياس "يجب إعطاء هامش في وسائل الإعلام العربية والفلسطينية في موضوع الاستيطان الاستعماري بشكل يخرج عن الآلية التي اعتدناها ويكون فيها إبداع بشكل أكثر، لنكون قادرين على إيصال المعلومة بشكل صحيح وتجد تلك المعلومة صدى لدى المتلقي"، على هامش ورشة عمل عقدت اليوم الأربعاء في مدينة رام الله، حول "الاستيطان الاستعماري والمصطلح الإعلامي".

وأكد إلياس وجود نية لإنشاء لجنة توجيهية بالمعلومات الخاصة بالاستيطان، من خلال توحيد الأرقام وتوحيد لغة الخطاب بشكل مهني. وشدد على ضرورة إصدار الجهات الرسمية قائمة بالمصطلحات لتبنيها على المستوى الرسمي، والاتفاق على مصطلحات محددة تستند إلى شكل مهني وقانوني، ومخاطبة العالم بلغة دولية واضحة.

وقال رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان"، وليد عساف، لـ "العربي الجديد"، إن "هذه الورشة للتأكيد على روايتنا الفلسطينية للأحداث وتسمية الأمور والأشياء باسمها الصحيح".



وخلال الورشة تطرق عساف إلى استخدام الاحتلال الإسرائيلي مصطلحات يحاول فيها تجميل استيطانه للأراضي الفلسطينية، بينما يمارس سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين، كتسمية "التهجير القسري" بـ "تجميع البدو وتوطينهم"، وتسمية جدار الضم والفصل العنصري بـ "السياج الأمني"، أو التفريق بين البؤر الاستعمارية الشرعية وغير الشرعية، علماً أن الاستيطان كله غير شرعي.

ويستخدم الإعلاميون الفلسطينيون مصطلحات خاطئة في نقل روايتهم لقضية الاستيطان، إذ أكد إلياس خلال الورشة على "ضرورة الحصول على المعلومة وتفحصها بدقة وتسمية الأمور بمسمياتها". ولفت إلى أنه في بعض الأحيان تكون هناك عمليات استيلاء ووضع يد على أراضٍ وربما توسيع حدود أراضٍ مستولى عليها، وليست عمليات مصادرة، لذا يجب استخدام مصطلحات واضحة.

وتحتاج التغطية الإعلامية لقضية الاستيطان إلى التجديد والتنويع، من خلال استخدام ألوان شتى من العمل الصحافي، علاوة على وجود تقصير في تغطية قضية الاستيطان، إذ أشار مدير "مركز عبد الله الحوراني للدراسات"، سليمان الوعري، إلى وجود تقصير في التغطية الإعلامية، منها نقص الخطاب الموجه للرأي العام العالمي، علاوة على الاعتماد على المصادر الإسرائيلية في المعلومة، والاعتماد على الأرشيف في التقارير المصورة.

ورأى الوعري أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على اللوبي الصهيوني لتقوية إعلامه، ويستغل قضية المحرقة النازية، ويستفيد من ضعف الخطاب الإعلامي الفلسطيني وتأخره في الوصول إلى الساحة الدولية، كما يعتمد على خبراء إعلاميين.

وذكر الوعري نقاط قوة عدة للإعلام الفلسطيني، وهي وجود كادر إعلامي، ووجود فضائيات فلسطينية، ووجود كليات وأكاديميين إعلاميين ووجود مادة إعلامية كبيرة بما يتعلق بالاستيطان، علاوة على جود خبراء فلسطينيين في كافة المجالات يمكن الاستعانة بهم من أجل صياغة خطاب إعلامي مؤثر للعالم.

ودعا إلى ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي فيما يخص قضية الاستعمار الاستيطاني وإيجاد خطاب متجدد قادر على التأثير من خلال "أنسنة" هذا الخطاب.

ورأى أن الإعلام الفلسطيني ينقصه وجود فضائية ناطقة باللغة الإنكليزية موجهة للمجتمع الدولي، والتركيز على إعداد إعلاميين يتحدثون الإنكليزية بطلاقة ليكونوا قادرين على إيصال المعلومة.