حراك دبلوماسي غير مسبوق بتونس: 3 رؤساء حكومات خلال الأسبوع

18 نوفمبر 2017
تركز السياسة الخارجية التونسية على اللقاءات الثنائية(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد تونس هذه الأيام، حراكاً سياسياً ودبلوماسياً غير مسبوق، إذ تستقبل ثلاثة رؤساء حكومات خلال الأسبوع المقبل، مباشرة بعد نهاية زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي، جون سوليفان.

وتعرف الدبلوماسية التونسية نشاطاً هذه الفترة بتركيز سياستها الخارجية على اللقاءات الثنائية أكثر من اللقاءات متعددة الأطراف في إطار اللجان الاقتصادية والدبلوماسية المشتركة.

وأعلنت السلطات التونسية أنه سيتم استقبال 3 شخصيات مهمة في إطار زيارات بالغة الأهمية، على المستقبل الاقتصادي والسياسي للبلاد، حيث يزور تونس كل من الوزير الأول البرتغالي، انطونيو كوستا، يومي 20 و21 من الشهر الحالي في إطار الدورة الرابعة للاجتماع رفيع المستوى التونسي البرتغالي.

كما من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي تونس، في إطار الدورة التاسعة للجنة التونسية الأردنية العليا المشتركة بين 21 و23 تشرين الشهر الحالي، بالإضافة إلى زيارة رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني بين 25 و26 من الشهر الحالي.

وتأتي هذه الزيارات بعد أن اختتم نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، اليوم السبت، جولته في تونس.

وعن الحركة الدبلوماسية التي تشهدها تونس، قال مساعد رئيس مجلس نواب الشعب والمتحدث باسم البرلمان التونسي، محمد بن صوف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ رؤساء الوزراء الضيوف سيلتقون الرؤساء الثلاثة للبلاد، الرئيس الباجي قائد السبسي، ورئيس البرلمان محمد الناصر، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد.

ولفت بن صوف إلى أنّ البرلمان سيستقبل على التوالي كوستا، يوم الاثنين المقبل، والملقي يوم الخميس، وجينتيلوني السبت المقبل، مبيناً في هذا الأطار أنّ المباحثات التي ستجمع تونس بإيطاليا الأسبوع المقبل تتنزل في إطار التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.

وأوضح أنّ أهم الملفات المطروحة على الطاولة مع الشريك الإيطالي هو ملف التعاون الاقتصادي والاستثمار الإيطالي في تونس، والمبادلات التجارية، وفتح الأسواق أمام البضائع التونسية، والمؤسسات المنتصبة في تونس، إلى جانب ملف الأزمة الليبية، وتقدم مبادرة التسوية السياسية برعاية الأمم المتحدة ومبادرة الرئيس التونسي قائد السبسي، ثم ملف الهجرة غير الشرعية، والتنسيق المشترك بين البلدين بالإضافة إلى ملف التونسيين المقيمين في إيطاليا.

وأضاف أنّ "التنسيق المشترك لمقاومة الإرهاب، والتعاون الأمني وتعزيز الجهد لمكافحة التطرف، هو من بين أهم الملفات المطروحة للتفاوض والنقاش".

وذكر وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، أمس الجمعة، أمام البرلمان، أن الدبلوماسية التونسية استعادت مكانتها ودورها الإقليمي والدولي بالاستناد إلى المبادئ الأساسية التي أنشئت عليا قبل 60 سنة، والتي ميزت السياسة الخارجية التونسية منذ الاستقلال المبنية على العقلانية والتوازن والالتزام بالشرعية الدولية والأممية والتعلق بمبادئ السلم والحوار وعدم التدخل في الشؤون الخارجية والحرص على إعطاء المصالح الوطنية الأولوية المطلقة والنأي بها عن مخاطر الاستقطاب والصراعات الدولية.

وأضاف أن هذا الثبات مكن من كسب مزيد من الاحترام والتقدير من دول العالم وأصبحت تونس اليوم محل اهتمام ضمن 194 دولة في العالم.

وبين وزير الخارجية أن الدبلوماسية تشتغل بكثافة وتتحرك على مختلف الأصعدة الثنائية ومتعددة الأطراف عبر عقد المفاوضات رغم الصعوبات الدولية ومشهد إقليمي بالغ التأزم، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية لتونس تنطلق من فهم دقيق لواقع البلاد، وحاجياتها ومراعاة مصالحها في ظل التغير المستمر والتطورات في المحيط الإقليمي المتأزم، وعبر العمل على ورقة نجاح الانتقال الديمقراطي والحرص على استثمارها واستدامتها.
المساهمون