حراك دبلوماسي دولي للتهدئة بسورية على وقع مجازر حلب

01 مايو 2016
وضع مأساوي تعرفه حلب بفعل قصف النظام (الأناضول)
+ الخط -
تشهد الدبلوماسية الدولية فيما يخص الأوضاع في سورية، حراكاً مكثفاً في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في "العاصمة الاقتصادية" لسورية حلب، وسط تصعيد العمليات العسكرية فيها، التي تستند على القصف العشوائي ما تسبب في سقوط مئات القتلى والجرحى خلال الأيام الماضية.


وكانت روسيا وأميركا اتفقتا نهاية الأسبوع الماضي على تجميد القتال في الغوطة الشرقية في ريف دمشق لمدة 24 ساعة، ثم تم تمديدها لـ24 ساعة أخرى، وفي ريف اللاذقية لمدة 72 ساعة، تحت اتفاق حمل اسم "نظام الصمت"، الذي لم يشمل حلب جراء رفض الروس لذلك، وأعلنوا صراحة أمس أنهم لن يضغطوا على النظام لوقف قصف حلب.

من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، في تصريح لقناة "سكاي نيوز" إن "الحديث عن الهدنة في اللاذقية والغوطة الشرقية هو كي تنقل الحكومة السورية قواتها إلى حلب ولا نعوّل على جامعة الدول العربية التي تجاهلت التدخلات الإيرانية".

وكان حجاب التقى في وقت سابق اليوم وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وبحثا تطورات الوضع الإنساني المتدهور في مدينة حلب جراء القصف، كما تبادلا وجهات النظر بشأن الجهود الدولية لوقف الانتهاكات السافرة بحق الشعب السوري واستئناف الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، بحسب تقارير إخبارية.

وكانت الجامعة العربية أعلنت، في وقت سابق، أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين يوم الأربعاء المقبل، بناء على طلب دولة قطر لبحث التصعيد الخطير للوضع في مدينة حلب، وسقوط مئات الضحايا المدنيين نتيجة للقصف المتواصل من جانب قوات النظام السوري على المدينة.

وأعربت الجامعة العربية، أمس السبت، عن إدانتها "القصف الوحشي" الذي استهدف مستشفى في حلب، داعيةً إلى معاقبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة. وطالب الأمين العام نبيل العربي بـ"معاقبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق المدنيين السوريين"، مؤكداً "ضرورة بذل الجهود من أجل تثبيت الهدنة، واتفاق وقف الأعمال العدائية، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة والمحاصرة".

وكان وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، تواصل هاتفياً مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ومنسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب لبحث الوضع في حلب، وفق ما أكدته وزارة الخارجية. وأعرب كيري عن قلقه إزاء الوضع المتدهور في حلب واستمرار نظام الأسد في استهداف المدنيين وليس "جبهة النصرة" كما يدعي النظام زوراً.

وأكد كيري على أن جهود إحياء الهدنة لا يجب أن تقتصر فقط على اللاذقية وشرق الغوطة ويجب أن تشمل أيضاً وقفاً للأعمال العدائية في حلب.

وتوجه كيري اليوم إلى جنيف، حيث يلتقي مع نظيريه السعودي والأردني، كما يلتقي دي ميستورا. وبينت الخارجية أن جميع لقاءات الوزير كيري في جنيف ستركز على الوضع السوري والجهود الجارية للتأكيد على وقف الأعمال العدائية في سورية وضمان استمرار الهدنة، وستركز أيضاً على ضمان وصول المساعدات الإنسانية وعلى دعم الانتقال السياسي في سورية كما جاء في قرار مجلس الأمن 2254.

وتشهد حلب تصعيداً عسكرياً متزايداً منذ 10 أيام، وصل خلال الفترة الأخيرة إلى تبادل قصف يومي، أوقع أكثر من 130 قتيلاً بين المدنيين، بإضافة إلى عشرات الجرحى وإلحاق دمار كبير في المناطق السكنية والبنية التحتية، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة من مناطق سيطرة المعارضة.

المساهمون