حراكٌ مصري وأممي لاحتواء التصعيد في غزة

25 مارس 2019
أغلق الاحتلال المعابر البرية مع قطاع غزة(أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -
تقود مصر، إلى جانب المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، حراكاً مكثفاً منذ صباح اليوم الإثنين، لاحتواء الوضع في قطاع غزة، بعد التهديدات الإسرائيلية بـ"ردٍّ قوي" على إطلاق صاروخ قطع مسافة نحو 120 كليومتراً، قبل أن يسقط في بلدة شمال تل أبيب.

وفيما أعلن ميلادينوف أن الأمم المتحدة "تبذل جهوداً مع مصر وجميع الأطراف" لاحتواء الوضع المتوتر، أكدت مصادر مصرية تحدثت لـ"العربي الجديد" وجود تحركات مصرية لتدارك التصعيد في غزة، مشيرة إلى أن "القطاع يعيش على برميل بارود على وشك الانفجار في أي لحظة خلال الساعات القليلة المقبلة، ما لم يتم نزع فتيل الأزمة في أعقاب إطلاق الصاروخ".

وقالت المصادر إن "وفداً مصرياً بقيادة وكيل جهاز الاستخبارات العامة اللواء أيمن بديع، يرافقه مسؤول ملف فلسطين في الجهاز اللواء أحمد عبد الخالق، سيتوجه للقاء مسؤولين إسرائيليين أمنيين وسياسيين في تل أبيب، خلال الساعات المقبلة، بعد اجتماع مع القيادة المصرية".

في موازاة ذلك، ذكرت المصادر أن مسؤولين في الجهاز "أجروا اتصالات تخللها استخدام لهجةٍ حادة" مع قيادة حركة "حماس" عقب إطلاق الصاروخ، إذ "حمّل المسؤولون المصريون حماس المسؤولية كاملة عن أي تدهور قد يحدث".

ووفقاً للمصادر، فإن المسؤولين المصريين دعوا الحركة إلى "تقديم كافة التنازلات خلال الساعات المقبلة، لتدارك تداعيات الموقف، في ظلّ تصاعُد المطالبات داخل الحكومة والجيش الإسرائيلي لشنّ حرب موسعة على القطاع".

وكان مسؤول في "حماس" تحدث لوكالة "فرانس برس" وطلب عدم ذكر اسمه، أكد أنه "لا حركة من حركات المقاومة، بما فيها حماس، مهتمة بإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه العدوّ". وأضاف أن الرسالة نفسها سلّمت إلى مصر، التي تصرفت كوسيط بين إسرائيل والحركة.

وفيما أشارت المصادر التي تحدثت مع "العربي الجديد"، إلى أن الوفد الأمني المصري سيحاول إقناع المسؤولين الإسرائيليين بمواصلة التهدئة، والقيام فقط بـ"ضربات انتخابية"، على حد توصيفها، بهدف "تهدئة الجبهة الداخلية في إسرائيل"، مع تعهدات مصرية بفتح تحقيقات يشرف عليها جهاز الاستخبارات العامة" بشأن إطلاق الصاروخ، أوضحت أن إسرائيل أبلغت الجانب المصري أنها بصدد توجيه ضربة موسعة لغزة، مع تأكيدها أن الضربات ستركز على بنك الأهداف الخاص بمواقع "حماس" العسكرية، والمناطق المتوقع وجود مصانع صواريخ "القسام" بها.

وبحسب المصادر، فإن الضربات قد تتوقف عند هذا الحدّ، لكن احتمال توسعها لتشمل حرباً شاملة يبقى قائماً، في حال أقدمت الفصائل على التصعيد.

وبحسب المصادر، يتركز الجهد المصري في الوقت الراهن على إقناع حركة "الجهاد الإسلامي"، بعدم الرد على الضربات، التي يرجح أن جيش الاحتلال سيبدأ بتوجيهها للقطاع مساء اليوم الإثنين، كما رجحت المصادر التزام "حماس" بعدم الرد على الضربات الإسرائيلية.

وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الإثنين، إغلاق المعابر البرية مع قطاع غزة، وإغلاق البحر بشكل كامل أمام الصيادين الفلسطينيين في غزة.

ووفقاً لبيان صادر عن جيش الاحتلال، فإن منسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة الضابط كميل أبو ركن، أعلن إغلاق معبري بيت حانون (إيريز) ومعبر كرم أبو سالم (كرم شالوم)، وتقليص مساحة الصيد البحري في قطاع غزة حتى إشعار آخر.

المساهمون