أطلقت مجموعة شبابية، اليوم الثلاثاء، حملة "حراس البيدر"، في صفوف طلاب المدارس الفلسطينية، تسعى من خلالها إلى تعزيز ثقافة مقاطعة بضائع الاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز شراء المنتج الوطني، وكذلك ثقافة حب الأرض والوطن، من خلال خطة ووسائل أعدها القائمون على الحملة.
وقالت سوسن قدومي، وهي واحدة من القائمين على حملة "حراس البيدر"، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر عقد اليوم بمدينة رام الله، لإطلاق الحملة: "فكرنا بحملة تثقيفية تبدأ من الطفل، من أجل حب وطنه وأرضه ومنتجه، وخاصة في المدارس الفلسطينية، ثم الاستمرار بهذه الحملة لتكوين ثقافة وطنية مجتمعية، ليتم الانتقال بعدها إلى شرائح أخرى من المجتمع بطرق مختلفة".
وشكل القائمون على الحملة فريقا من المتطوعين، في كافة المحافظات الفلسطينية، ضمن لجان في كل محافظة، من أجل متابعة وتنفيذ الحملة وتحقيق أهدافها واستمراريتها، في مقاطعة بضائع الاحتلال وتعزيز المنتج الوطني، وتعبئة الأطفال الفلسطينيين واستثمار طاقاتهم في مقاومة الاحتلال بهذه الطريقة من المقاومة الاقتصادية، بدلاً من الاحتجاج عند الحواجز، حيث يقتلون بدم بارد، بحسب القدومي.
بدوره، قال وزير التربية والتعليم الفلسطيني، صبري صيدم، لـ"العربي الجديد"، إن "الوزارة ترى أن مسؤوليتها التركيز على المنتج الفلسطيني ودعمه، باعتباره السلاح الأمضى في وجه الاحتلال، وسنحرص على الحفاظ على استمرارية هذه الحملة نظرا لوجود حملات سابقة لم تستمر".
ولفت صيدم إلى أن وزارته لديها قناعة بأن الاقتصاد المقاوم لن يصنعه إلا أبناء المقاومة، مؤكدًا أن الحملة شعبية ولا بد من تحريك الشارع باتجاه دعمها، مشيرا إلى أن اتهام رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وزارة التعليم الفلسطينية بالتحريض صحيح، في ظل ممارسات الاحتلال اليومية بحق الفلسطينيين.
من جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، وليد عساف، خلال المؤتمر، إن "الأطفال الفلسطينيين يقتلون بدم بارد على حواجز الاحتلال، بدعوى أنهم إرهابيون، ونحن نريد توجيه طاقاتهم الوطنية بالاتجاه الصحيح إلى المقاومة الاقتصادية للاحتلال، من خلال تحويلها إلى ثقافة وطنية".
وتسعى "حراس البيدر" إلى تثقيف المجتمع المحلي بأهمية الإقبال بشكل جدي على المنتج الفلسطيني، والاهتمام بواقع العمال والأيدي العاملة في الشركات والمصانع الوطنية، وتوضيح المخاطر المترتبة على استهلاك السوق المحلي للمنتجات الأخرى.
وتوضح الحملة مفهوم الاستقلالية الاقتصادية وعدم التبعية ودورها في تعزيز ودعم المنتج الوطني، وكذلك متابعة المنتج الوطني من حيث ضمان الجودة والمواصفات والمقاييس، في ما يسعى القائمون على الحملة إلى إنجاح حملتهم بأن يستخدموا وسائل إعلامية مختلفة من أجل ذلك، وعقد لقاءات وورش عمل للفئات المستهدفة من الحملة.
و"حراس البيدر" مجموعة شبابية تسعى إلى الوصول إلى أوسع مشاركة لدعم ونشر فكرة الحملة في كافة أنحاء فلسطين، فيما يؤكد القائمون على الحملة أن حملتهم نابعة من الفكر الفلسطيني القائم على الاستفادة من تجارب سابقة لشعوب، تحررت من ظلم الاستعمار بطرق شبيهة.
اقرأ أيضاً: حملة فلسطينية جديدة لمقاطعة منتجات الاحتلال