حرارة خانقة ترهق النازحين في مخيمات إدلب السورية

01 سبتمبر 2020
ظروف صعبة يكابدها النازحون (Getty)
+ الخط -

تُرهق الحرارة المرتفعة أطفال خديجة أمّ خالد المُهجرة من ريف حمص الشمالي، فقد وصلت لحالة لا تطاق داخل بيتها المؤقت بمخيم للنازحين قرب بلدة دير حسان في الريف الشمالي لمحافظة إدلب شمال غربي سورية.

وبالرغم من وجود مروحة لديها في المخيم إلا أنها تقول لـ"العربي الجديد": "لا شيء ينفع مع هذا الجحيم وخصوصاً بالنسبة للأطفال، المروحة تحرك الهواء الحار فقط. البيت الذي نعيش فيه مكون من غرفتين مسقوفتين غير أنّ الحرارة لا تحتمل في أيام الصيف العادية، وخلال هذه الفترة مع موجة الحر نكاد نختنق عند ساعات الظهيرة، بالكاد نجد وسيلة للتخفيف من الحرّ عنا وعن أطفالنا، نواسي أنفسنا على الدوام بأن البيت له جدرانا وسقفا، ونتساءل عن حال غيرنا من المهجرين والنازحين في الخيم التي تحيطها الشمس من كل الجوانب وتتحول من الداخل لفرن يخنق من فيه".

وارتفعت درجة الحرارة، يوم أمس الإثنين، في مناطق الريف الشمالي من محافظة إدلب وبلغت 44 درجة مئوية، وموجة الحر التي تضرب المنطقة تعتبر الأشد من  نوعها هذا الصيف، حيث فاقمت من سوء أحوال النازحين في المخيمات المنتشرة في المنطقة.

ومع درجات الحرارة يلجأ النازحون في الخيام لطرق تبريد قد تخفف عنهم شيئاً من الحر، حيث يشير النازح محمد المعراوي، لـ"العربي الجديد"، إلى أن طريقة تبليل الملابس هي الحل الوحيد بالنسبة للنازحين في الخيم حيث يقيم شمالي إدلب.

ويضيف المعراوي "لا نهاية لهذا الألم إلا بالعودة لبيوتنا، التي كانت تقينا الحر والبرد، والتي غادرناها مكرهين مجبرين تحت قصف الطائرات والمدفعية، أتمنى العودة لمدينة معرة النعمان والعيش بسلام فيها، فهناك شتاء قادم ومؤكد أن البرد سيكون قاسياً في الخيمة، كما أنّ موجة الحرّ في الوقت الحالي صعبة".

وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان، الإثنين، إنّ مرتفعاً جوياً جديداً يؤثر على الشمال السوري، بالتزامن مع ظروف إنسانية صعبة تواجه النازحين السوريين في محافظة ادلب وخاصةً في المخيمات المنتشرة في المنطقة، والتي يبلغ عددها 1,293 مخيماً يقطنها أكثر من مليون مدني نازح".

وحذر الفريق من انتشار الأفاعي والعقارب والحشرات السامة في المخيمات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يتسبب بمخاطر على حياة النازحين والأطفال.

وطالب الفريق الأهالي بضرورة توخي الحذر الشديد في التعامل مع مواقد الطهي وأسطوانات الغاز التي تسبب الحرائق، وخاصةً أن الفترة الماضية شهدت أكثر من 44 حريقاً معظمها نتيجة مواقد الطهي وأسطوانات الغاز.

أيضا حذر الفريق من إصابة الأطفال أو كبار السن بالجفاف أو ضربات الشمس نتيجة تعرضهم للشمس بشكل مباشر خاصة في فترة الظهيرة، ونصح قاطني المخيمات في المنطقة بالتزام خيامهم عند ذروة درجات الحرارة، إضافة لحفظ الأطعمة بشكل جيد قدر الإمكان خوفاً من فسادها، الأمر الذي يؤدي لحالات تسمم، وخاصة أن الفترة السابقة سجل أكثر من 11 حالة تسمم ضمن المخيمات.

وفي ختام بيانه ناشد الفريق المنظمات الإنسانية تحسين الأوضاع الأساسية في المخيمات، بغية تخفيف الأضرار السابقة وتلك المحتمل حدوثها مع موجة الحرارة.

المساهمون