حجب مواقع التواصل يُغضب العراقيين

18 يونيو 2014
الحكومة العراقية تحجب مواقع التواصل الاجتماعي (أحمد الربيعي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أثّر حجب الحكومة العراقيّة مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته على الهواتف الذكيّة، على الحياة اليوميّة لعدد كبير من المواطنين الذين يعتمدون هذه القنوات بشكل يومي للتواصل والاطمئنان على أحوال أقربائهم وأصدقائهم في المدن العراقيّة المختلفة.

وحجبت الشركات المعنيّة بتوفير خدمة الإنترنت في العراق بأمر من وزارة الاتصالات العراقيّة، مواقع للتواصل الاجتماعي وتطبيقاتها، وبينها "فيسبوك" و"تويتر" و"واتس أب" و"يوتيوب" و"فايبر" و"تانجو" عن زبائنها.

ويأتي حجب قنوات التواصل الاجتماعي متزامناً مع قرار الحكومة العراقيّة شنّ هجمات عسكريّة لاستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة المسلحين.

فالحكومة العراقيّة ترى أن القنوات التي قرّرت حجبها تنشر شائعات تبثّ الهلع بين المواطنين من خلال اعتمادها مقاطع فيديو مفبركة وأخباراً كاذبة.

وتختلف رغبات العراقيّين في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي كلّ بحسب اهتماماته الشخصيّة، وخصوصاً بعد الانتشار الكبير الذي حققته تلك المواقع داخل العراق.

فبينما يرى فيها الصحافيّون قيمة إعلاميّة مهمة يستقون منها الأخبار، يجد رجال أعمال ومستثمرون أنها تسهّل متابعة التطوّرات في سوق العمل، بينما يميل إليها الشباب بغالبيّتهم لما توفّره من متعة في قضاء وقت الفراغ.

بالنسبة إلى الصحافي أحمد مجيد، فقد باتت مواقع التواصل الاجتماعي تُعتمد من قبل الصحافيّين لاستقاء المعلومات. وقال مجيد لـ"العربي الجديد" إن "هذه المواقع أصبحت من أهم وسائل الإعلام التي تتابعها ملايين الناس وأحد مصادر الخبر المهمة".

وأشار إلى وجوب إدراك الجهات الأمنيّة أن حجب مواقع معيّنة لا يعني منع تناقل الأخبار، لافتاً إلى سهولة نقل المعلومات والأخبار عبر وسائل أخرى بديلة، موضحاً أن "الفضاء مفتوح اليوم بسبب تسارع خطى التكنولوجيا. ومن غير الممكن أن تحجب الجهات الأمنيّة الفضائيات وشبكات الاتصال".

ولفت مجيد إلى أن الشركات الأم لن تسمح بحجب مواقعها، وأنها ستلجأ إلى البث عبر موجات أخرى.

من جهته، رأى رجل الأعمال العراقي عبد الفتاح كاظم أن للحكومة العراقيّة الحق في حماية المواطنين والمدن، شرط ألا تكون الحماية عشوائيّة. وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات المتطوّرة تشكّل بالنسبة إلى المستثمرين أهميّة كبيرة، موضحاً "من خلالها نتابع تطورات أعمالنا ومشاريعنا التي تنتشر في عدد من المدن". وأكّد أن توقّف قنوات الاتصال يؤثّر سلباً على عمل مصالح شريحة كبيرة من المواطنين.

أما الشاب نورس توفيق (19 عاماً)، فقال إن قنوات الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي تشكّل متنفساً لأغلب العراقيّين الشباب. وشرح لـ"العربي الجديد" أن "هذه المواقع أصبحت بديلاً لصالات السينما والمسارح والمتنزهات والأماكن العامة". ورأى أن حجب هذه المواقع يعني خنق الشباب، مضيفاً أن الأماكن العامة باتت غير آمنة بوجود خروقات أمنيّة في العراق وحدوث تفجيرات مستمرة تستهدف الأماكن التي تكثر فيها التجمعات البشريّة". وأشار إلى أن تلك المواقع أصبحت ملاذ الشباب الوحيد، قائلاً "بالنسبة إلي، أتابع يوتيوب وأقضي وقت الفراغ في مشاهدة المقاطع الغريبة والمواقف المضحكة. كذلك أتواصل مع أصدقائي عبر فيسبوك".

المساهمون