حتى لا نُفجع بالحب
مها محمد
لم تكن في نيتي أبداً أن أقتل فرحتها حين جاءتني ونشوة الحب في عينيها, يحلق بها انتصار أنثوي بزعم أنها امتلكت قلب رجل ليس ككل الرجال مميز في كل شيء كما ترى هي.
كان سؤالاً واحداً ذلك الذي أطاح بكل ما عاشته من فرح و ما بنته من أحلام... هل سيتزوجك ؟.... أجابتني بحيرة (لا أدري) ... وكيف يمكنني أن أدري؟؟
حينها استدعت ذاكرتي حكايا مشابهة مرت في حياتي لفتيات ضيعن قلوبهن وأرصدتهن العاطفية، على مشاريع وهمية خاسرة.... استفزتني كثيراً جثث الحب الملقاة على رصيف أولئك الرجال بعد أن طعنوها بسكين الحب وتخلصوا منها بدعوى الشرف والفضيلة، وأن الرجل الحقيقي لا يقبل امرأة غبية أحبته هكذا بلا ثمن.
قلت لها: عليك أن تعرفي... لا تمضي في طريق نهايته مجهولة. نحن الفتيات الشرقيات نحب ونحن نرى الزواج نهاية هذا الحب. ولكل قاعدة استثناء طبعاً. أما الرجال، ولكل قاعدة استثناء أيضاً، فمنهم من يحب ليملأ وقت فراغه، ومنهم من يحب ليشبع نزواته وكفى، ومنهم من يحب ليرتبط بمحبوبته. والكثير منهم يستبيح أن تكون له امرأتان: امرأة تمنحه الحب، وامرأة تمنحه الأولاد.... فمن أيهم صاحبنا؟؟؟؟
بعد أيام عادت.... لكن بوجه حزين وصوت منكسر، تخبرني أن كل شيء قد انتهى، وأن كل القصور التي بنتها كانت مجرد رمال على شاطئ، وأن ذلك الرجل الشامخ ببذلته العسكرية للطيران الحربي صارحها حين سألته بكل دلال هل سيتزوجها؟ أنه يستطيع أن يحب من يريد، ولكنه لا يتزوج إلا من تختارها والدته.
"حينها شعرت وكأن بركاناً ثار في داخلي من شدة الغضب والحزن والإهانة، فقطعت كل ما كان يصلني به".. هكذا قالت صديقتي. من دون أن تدري أنها محظوظة لأمرين، أن رجلها كان صادقاً صريحاً، وأنها اختصرت من عمر عذابها الكثير، ولم تهدر من بنك عاطفتها ما يضطرها لإعلان إفلاسها بعده، كغيرها ممن وقفوا عند محطتي، أو ازدحمت بهم صحف الحياة ومسوداتها، خاصة في زماننا حين تَعَولَمَ كل شيء وفقدت أجمل الأشياء التي تميز البشر قيمتها وهويتها، ومنها الحب والمبادئ والأخلاق وحتى الشرف.... لتحل محلها قيمة ليست بذات قيمة (المتعة ثم المتعة) ومن بعدها الطوفان.
أيتها النساء صُنّ قلوبكن..