حب وزهور وسخرية في احتجاجات الجزائر

27 فبراير 2019
مسيرات رفض الولاية الخامسة في الجزائر (تويتر)
+ الخط -

استحوذ الخوف والتوجس على وعي الجزائريين خلال العقدين الأخيرين إزاء التظاهرات والاحتجاجات لارتباطها بسنوات الفوضى والإرهاب، لكن مظاهرات الجمعة والأحد الماضيين غيرت هذا الاعتقاد.

وضمت المظاهرات والمسيرات مجموعة من المشاهد التي تعبر عن تغير القناعات السائدة، إذ حمل البعض الزهور، ونشر الأمل، فضلاً عن العديد من المشاهد الساخرة من الوضع السياسي والاجتماعي المتردي في البلاد.

واعتبر بعضهم أفعال المتظاهرين مشاهد إبداعية عفوية بعثت الأمل في نفوس مختلف الشرائح، وبينها قيام تاجر متنقل بالمشاركة في مسيرة بعربته الصغيرة التي يبيع عليها الخضروات في وسط العاصمة الجزائر.
متظاهر آخر رفع خلال المسيرة علبة من "الكاشير"، وهو فتات اللحم المطحون، في رسالة للأحزاب الموالية لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفلية لولاية خامسة، والتي وزعت وجبات جاهزة تحمل شطائر من هذا اللحم على مشاركين في تجمع لدعم الرئيس أقيم في التاسع من فبراير/ شباط الماضي.



واختار متظاهرون ومتظاهرات حمل الزهور لتسلميها لرجال الشرطة، مصحوبة بشعارات "الشعب والشرطة خاوة خاوة" (أخوة).

وقامت متظاهرة باستعمال الدرع البلاستيكي الشفاف الذي كان يحمله شرطي مكافحة الشغب لوضع الزينة على وجهها.
كما ظهرت صورة لمتظاهر يمسح بقميصه وجه شرطي، في سلوك يدل على عدم تعرض الشرطة للمتظاهرين.



وفضّل متظاهر آخر صناعة تابوت ورقي مغطى بالعلم الوطني، وحمله على دراجته النارية، في إشارة إلى وفاة النظام السياسي، وضرورة تغيير النظام والأشخاص، كما لفتت صور خروج آلاف المحتجين من داخل نفق يشق الجامعة المركزية وسط العاصمة، ويسمى "النفق الجامعي" المحاذي لساحة "موريس أودان" الانتباه، وعلق عليها كثيرون بأنها تمثل مشهد خروج الجزائر من النفق المظلم بأمل يوحد الجميع.



ولم يغب الحب عن مسيرات ومظاهرات الجزائريين، إذ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لطلبة وطالبات في مسيرة ينشرون الأمل في التغيير، والتطلع لمستقبل أفضل من خلال شعارات الحب والعشق.