لم يُمهل القدر الشابين الليبيين، توفيق بن سعود وسامي الكوافي، ليريا ثمرة فكرتهما تخرج إلى النور. اغتلاهما متطرّفون وهم في خضمّ التحضير لإطلاق أوّل مجلّة في ليبيا، تُعنى بفنّي "الكوميكس" و"المانغا" الياباني.
صدرت مجلّة "حبكة" أخيراً، بعد أن أكمل ثلاثة شبّان آخرون، هم نور الدين الهوني ومنصور الدوفاني وأحمد الشريف، المشروع بعد اغتيال زميليهما.
تضمن العدد الأوّل مجموعة من القصص المصوّرة، مها "العودة" و"سوبر عجائز" و"أبطال الظل".
حقّق العدد إقبالاً كبيراً من القرّاء، في ظلّ غياب أيّة مجلّات في ليبيا حالياً. ساعد في ذلك أيضاً فكرتها الجديدة قصصها شبه الكوميدية التي تعبّر عن هموم الناس بالكلمة والرسم. وبما أن الجامعات والمعاهد مقفلة بسبب الحرب، لم يتبقّ أمام الشباب من متنفّس غير الفن.
حظيت الدورية الجديدة برعاية "منظّمة المبادرة الليبية الانتقالية"، وهي إحدى منظّمات المجتمع المدني التي تأسّست حديثاً.
يقول مستشار "حبكة"، أنس بن غزّي، في حديث إلى "العربي الجديد" إن "إصدار المجلّة تطلّب الحصول على دعم لتنفيذ الفكرة وتوزيع المجلّة في بنغازي وأيضا في طرابلس، وهو ما نجحنا فيه رغم انقطاع المواصلات بين شرق ليبيا وغربها".
قبل إطلاق المجلّة، نظّم فريقها ورشتي عمل حول "المانغا" و"الكوميكس" في مدينتي سوسة التونسية وبنغازي لشباب تقلّ أعمارهم عن 27 سنة. وهكذا اختار عدداً من الرسّامين، وبات يستقبل العديد من الأعمال.
هل هناك رقابة على قصص المجلّة ورسوماتها؟ يجيب بن عزّي بأن فريق العمل حرص على أن يكون سقف الحرية مرتفعاً، لكنه بالمقابل وضع معايير للنشر، مثل رفض العنف والعنصرية وازدراء الأديان والمعتقدات.
من جهته، يعتبر مؤسس "مهرجان أسبوع الكوميكس" في مصر، محمد البعلي أن صدور مجلّة متخصّصة في القصص المرسومة فعل إيجابي للمناخ الفني ومساحة حرية التعبير في ليبيا.
يضيف البعلي بأن المجلّة ستفتح آفاقاً جديدة أمام المهتمّين بهذا الفن، وستساهم في تطويره، معلّقاً "لهذا الفن قدرة خاصة على التعبير عن الكثير من القضايا، بطريقة مبتكرة تحظى بشعبية".
بعد صدور العدد الأول، تهاطلت المساهمات على فريق التحرير الذي يحضّر لإعداد ورشات جديدة وإطلاق موقع إلكتروني للمجلّة.