حاجز قلنديا شاهد على معاناة الفلسطينيين للوصول إلى الأقصى في رمضان
جهاد بركات
من مسلك ترابي صغير قرب جدار الفصل العنصري عند حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، عاد إسلام دنون بعد أن منعه جنود الاحتلال الإسرائيلي من المرور نحو مدينة القدس، برغم محاولته اليوم الجمعة ولثلاث مرات الدخول عبر الحاجز نحو المسجد الأقصى المبارك، لكن جيش الاحتلال منعه، وسيواصل المحاولة لعله يستطيع.
ورغم تحديد الاحتلال أعمار من يسمح لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى من الضفة الغربية في أيام الجمع من شهر رمضان، بأكثر من 40 عاما وأقل من 16 عاما للرجال، إلا أن دنون البالغ من العمر 38 عاما، والقادم من بلدة رنتيس غرب رام الله، يؤكد لـ"العربي الجديد" على حقه وأمثاله، ممن هم دون سن الـ40 بالوصول للمسجد.
يقول دنون إن "الأقصى عقيدة ويجب أن نسعى إليه بكل الطرق والوسائل حتى نتمكن من الدخول إليه". مضيفاً: "سمعنا قبل رمضان بأيام عما سماها الاحتلال تسهيلات في هذا العام للوصول للمسجد الأقصى، ولكن الحقيقة أن الوضع معقد جداً وأن التشديدات على أعلى مستوى".
العراقيل على حاجز قلنديا لم تقتصر على أمثال إسلام الذي لم يبلغ الأربعين عاما، فالمسن حامد إبراهيم الكوسا القادم من مدينة نابلس، والذي كان يتكئ على عكاز، وقف خلف الطوابير التي تقدر بالمئات، يقول الحاج حامد لـ"العربي الجديد" إنه "يعاني من أزمات صحية كمشاكل القلب والسكري، ولا يستطيع المزاحمة بين تلك الجموع، ولذا قرر أن يبقى في آخر الصفوف"، فيما يؤكد أن جنود الاحتلال لم يتجاوبوا معه بطلبه العبور مباشرة ومراعاة وضعه الصحي.
يُقسّم الاحتلال حاجز قلنديا إلى قسمين أحدهما للرجال، والآخر للنساء، فقد أعلن سابقا عن السماح للنساء من الضفة الغربية بكافة الأعمار من الوصول إلى المسجد الأقصى، لكن ذلك لم يوقف التفتيش لكثيرات منهن.
وحول المعاناة المفروضة عليهن تروي السيدة غادة عليان من رام الله لـ"العربي الجديد"، قائلة إن "المشي لمسافات طويلة خصوصاً للنساء الكبيرات في السن إضافة لتتابع النقاط العسكرية المتعددة على الحاجز هو ما يرهقهن"، ولكن برأيها يجب على كل من يستطيع الوصول للأقصى، أن يقاوم مهما كانت الصعوبات.
وتبدو الرابطة قوية بين الفلسطينيين والمسجد الأقصى الذي يحرمون من الوصول إليه طيلة العام، ويسمح لجزء منهم فقط في أيام الجمعة من رمضان، فأستاذ الشريعة في جامعة النجاح الوطنية محمد صليبي القادم من مدينة نابلس يؤكد لـ "العربي الجديد" أن رؤية الفلسطينيين يقاومون دلالة على أن الأقصى هو في قلب كل مسلم وليس الفلسطينيين وحدهم، وأن محاولات إعمار المسجد بالصلاة فيه يعتبرها كل فلسطيني جزءاً من رباطه في بيت المقدس. وما يدلل على ذلك برأي صليبي هذا التوافد للآلاف رغم كل الإجراءات القمعية من الاحتلال على حواجزه.