حائزات "نوبل": لننزع الحصانة عن المغتصبين

26 فبراير 2015
حائزات "نوبل" كرمان ووليامز وعبادي في المؤتمر(الأناضول/GETTY)
+ الخط -


وجهت مجموعة "الحائزات على جائزة نوبل"، نداءات إلى الحكومات والمجتمع المدني، لتفعيل القوانين والقرارات الدولية، لمعاقبة مرتكبي الجرائم الجنسية ضد النساء والأطفال في الحروب، مشددة على عدم التسامح أو إضفاء الحصانة بعد الآن على مرتكبي هذه الجرائم.


جاء ذلك في بيان صدر اليوم الخميس، في ختام منتدى نظمه مركز "توكل كرمان العالمي للسلام والديمقراطية" في جامعة أيدين في إسطنبول، لمناقشة تأثير النزاعات على النساء والأطفال.

وأضاف البيان أنه يجب "عدم التسامح مع المتشدقين بالحديث حول أهمية المرأة والسلام والأمن، من دون أن يشملوا المرأة فعليًا في كافة نواحي مفاوضات السلام، وإعادة بناء المجتمعات في مرحلة ما بعد النزاع"، بحسب وكالة الأناضول.

وطالب البيان "في الذكرى الخامسة عشرة لصدور قرار الأمم المتحدة رقم 1325، بشمل المنظمات النسائية في مفاوضات السلام، والتي قد تحدث في منطقة الشرق الأوسط، وباقي مناطق النزاع في العالم".


كما دعا البيان "الحكومات والمجتمع الدولي، إلى احتضان الحملة العالمية لوقف الاغتصاب والعنف الجنسي في النزاعات، وهي حملة مجتمع مدني عالمية، تقوم بريادتها "مبادرة نساء حائزات على جائزة نوبل"، وتضم حاليًا ما يزيد على 770 منظمة غير حكومية حول العالم، من أجل الإسراع في تبني قرارات يكون من شأنها دعم المجتمعات، لإزالة وصمة العار التي تلحق بالعنف الجنسي، وإنهاء استخدام الاغتصاب، وباقي أنواع العنف الجنسي، والتي استخدمت كوسيلة لإرهاب المجتمعات".

من جهة أخرى، وجهت المجموعة في بيانها "نداءً للحكومات والمجتمع الدولي لتوسيع دائرة النقاش حول العنف الدائر ضد المرأة، والذي سيستمر إن لم يتم الاعتراف بالمرأة ككيان بشري مساوٍ للرجل"، لافتًا إلى أن "تقبل العنف ضد المرأة على أنه أمر عادي، يؤجج حالات العنف ضد المرأة، في أوقات النزاعات، ويجعل جسد المرأة كأداة للاستخدام في الحرب، أمرًا أكثر تقبلًا".

من ناحيتها، قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 "توكل كرمان"، في كلمتها إن "الشرق الأوسط عانى كثيرًا من العنف السياسي، وفي كثير من النزاعات، كانت النساء هن الضحايا الأبرز، وكانت الطفولة تسحق بشكل يثير الرعب، في ظل لامبالاة من قبل الجناة الحكوميين، والجماعات المسلحة".

وأضافت كرمان أنه "في ظل فشل وخذلان عالمي، كان ولا يزال عاجزًا تمامًا أن يفعل شيئًا ذا بال، يقي الطفولة من الانتهاك، وينتصر للمرأة من جحيم العنف الشامل الذي يطالها، من جراء الصراع والنزاع الرسمي والمليشياوي، فعندما يتصادم الإرهاب الرسمي، والإرهاب المليشياوي، تكون الأمومة والطفولة الضحية الأبرز، ومعهما حاضر الأمم ومستقبلها".

ولفتت الناشطة اليمنية إلى أن "ملايين النسوة في العراق، وسورية، واليمن، وفلسطين، مهجرات من دون مأوى، ومشردات من دون أي حق إنساني، ومعهن ملايين الأطفال يعانون كافة أشكال الحرمان الإنساني، ويعيشون عذابات لا حدود لها، ويحدث ذلك وسط أمة تنام على بحار من النفط، وخلفها أكوام من القيم والمبادئ الدينية التي لم تعد تأبه لها".

وأفادت كرمان أن "كل مبادئ القانون الإنساني يتم نسفها وانتهاكها بشكل سافر، في كل مناطق النزاع في الشرق الأوسط...وفي فلسطين، هناك جرح نازف منذ عقود ألقى بملايين النساء والأطفال في العراء، من دون وطن، ومن دون حقوق، بلا رحمة، وبلا معين إنساني محلي أو دولي".

وأشارت كرمان إلى أنه "يمكن اعتبار المؤتمر دعوة لأطراف النزاع، وصرخة في وجه المجتمع الدولي، للقيام بواجبه في إلزام الأطراف في الالتزام بمبادئ القانون الإنساني، وضمان ألا يفلت منتهكوه من العقاب".

من جهتها، قالت الكاتبة الإيرانية شيرين عبادي، الحاصلة على جائزة نوبل عام 2003:"الحروب مستمرة لأعوام في المنطقة، وموت النساء والأطفال أيضًا مستمر، ويجب تناول موضوع تسرب الأطفال من التعليم بسبب الهجرة، ورغم التعليم فإنه قليل لا يكفي".


واعتذرت عبادي في معرض إجابتها عن أسئلة الصحافيين "من شعوب المنطقة، لأن الشعب الإيراني لا يدعم النظام الحاكم في البلاد"، معتبرة أنه "ليست هناك حرية في إيران ليعبر الشعب عن أفكاره، فالنظام يقمع الحريات في المنطقة أيضًا، ولا يسمح لشعوبها باختيار الديمقراطية، وتقرير مصيرها".

وأوضحت الكاتبة الإيرانية أن "الشعب الإيراني يهمه النجاة من الفقر، والمشاكل الاقتصادية الداخلية، ويتساءل لماذا يدفعون ثمن ثروات البلاد في الخارج، وكل يوم يقتل جنوده في سورية وأماكن أخرى"، متابعة "بسبب هذه السياسات الخاطئة، فإن علاقات إيران الخارجية سيئة في كل مكان".

من ناحيتها، قالت سهام بادي، وهي وزيرة تونسية سابقة لشؤون المرأة والطفل: "نريد أن نكون يداً واحدة في العالم، لقمع آلة الحرب، والمتآمرين على السلام، للتحرر والانعتاق"، مشيرة إلى أن "لكل واحد دوره، فإن كان معلمًا، فليهيئ جيلًا للسلام، وإن كان فنانًا فليبدع وينشر ثقافة السلام، وإن كان رجل سياسة صاحب قرار فليكن قراره لصالح الأطفال والسلام، ليكون حضنًا للهاربين من آلة القمع نحو الأمن والأمان".

وانتقدت بادي "القوانين والمعاهدات الدولية التي لم تفعّل"، معتبرة أن المسؤولية تقع على الجميع، خصوصاً في ظل الثورات التي تقمع، فالقمع والاستعباد والاستعمار، كل ذلك يعتبر عنفًا، مشددة على أنه "لا للعنف نعم للسلام".

يذكر أن الأميركية جودي ويليامز، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1997، شاركت في الجلسة، وقرأت البيان باللغة الإنكليزية.

اقرأ أيضاً:تونس: خطوة نسائية كبيرة 
اقرأ أيضاً:العنف ضد المرأة يكلّف العالم 5% من الناتج المحلي 

المساهمون