تصدر قريباً، عن دار "شهريار" في بغداد، طبعة جديدة من كتاب "أخلاقيات القراءة" للناقد الأميركي ج. هيليس ميلر، وقد نقله إلى العربية المترجم سهيل نجم، وكانت طبعته الأولى قد صدرت عام 2017 عن دار "الكنوز الأدبية".
يُعدّ ميلر (1928) أحد أبرز النقاد الأدبيين والباحثين في العلوم الإنسانية، وقد تخصص بشكل أساسي في الأدب الفيكتوري والحديث، وانصب اهتمامه بشكل خاص على أخلاقيات القراءة والقراءة كفعل ثقافي.
أثّر ميلر في التفكيكية بقدر ما تأثّر بها، متبنياً مقولة دريدا "يحافظ النص على ذاته من القانون، إنه لا يتحدث إلا عن نفسه، ولكن من انعدام تماثله، وهو لا يبلغ ولا يسمح ببلوغ ذاته. إنه القانون. صُنع القانون وجُعل القارئ أمامه".
يقدّم في كتابه هذا، الذي صدر أول مرّة عام 1987، تفحصاً وقراءة جديدة في نصوص تبدأ من عند مؤسس ميتافيزيقا الأخلاق إيمانويل كانط كما يقرأ دي مان، الذي يُظهر في مقالاته عن القراءة بُعداً أخلاقياً مرتبطاً بمعايير السياسة والتاريخ.
يتوقّف ميلر أيضاً عند بروست وكافكا ويخصّص فصلاً لقراءة إليوت، حيث يتناول فيه روايته "آدم بيد"، كما يدرس تجربة ترولوب من خلال سيرته الذاتية. وينهي كتابه بفصل عن هنري جيمس ومقدماته التي كتبها لطبعة نيويورك من أعماله.
وفقاً للمترجم، فإن ميلر يربط السعادة بالقراءة، ويرى أن العصر السعيد سيحل إذا أصبح الرجال والنساء جميعاً قرّاء جيدين، على الرغم من ضعف الفرصة في أن نختبر ذلك الوعد عملياً أو تكون هناك فرصة لتحقّقه.