1
في أيّ الأزمان فقدتُ الظل،
وأغراني صوتي بالصمت؟
إن كنتُ أموت فهذا أول أيامي في أبدٍ أبشعُ من جندي ينبت من ظلِّ خصيّ..
2
من أيّ الأسمال أعبُّ البؤس؛
فأغرق أغرق كالأوطانِ، بلا جدوى
فَقْـدٌ أعرفُ طعم يديه على صدري:
إن كان المجنونُ أنا؛
"فالماء خياناتُ النهر على قلق الشطآن لصوتِ الريح".
إن كنتُ أنا الأسماءَ الأولى فيما ينطقه آدم في الملأ الأعلى،
"فالكون نهايةُ أحلامِ رعاةِ الجنّة".
إن كنتُ أنا،
"فالخوفُ النازف من لغتي محض خلاعاتٍ لا تشفع لي بالبوح،
ولا بالرقصِ
ولا بالصلواتِ البكر".
3
من أي الآيات يجيءُ الحُلمُ
فيكسرهُ جند الجدريّ،
لأخشعَ كالنساك على عتباتٍ قدَّسها الباكون على الماضي.
4
وإني، في الماضين وفي الراضين بأقدار الناس،
أُقيل العثرة،
أمحو أخطاءَ عصاةٍ أعرفهم بالإسم كيوم الدينونة؛
أو أنجو معهم مما يلحقنا من عار
لنركض موجوعين على نياشين المرتزقة
وشماً
وشما.
5
ملعونٌ قلب الجندي،
خُطاه خطايا،
وأغانيه جحيم الشعبِ المقهور.
وما كان الجندي سوى الشيْطَان تتلبّسه الشهوات فيغرق في إطراء القتل.
6
إن كان شذوذاً أن يتلو الجندي بيانات الموت
فكلُ شذوذ في الأرض يصيرُ شريعتَها.
ملعونٌ وجه الجندي لأن شفتيه أكاذيب
وعينيه سفاح.
7
أحاديثي حيّاتٌ، وخطاباتي عُهر.
كنتُ جُذاماً يعشقني الغوغاءُ
ويتلو العامة أسفاري في فلوات الدم:
"مخلّصُنا/ أطعمَنا الأوجاعَ/ ونادى فينا غرائزَ ذبح الأعداءِ على قُدسِ الكلمات/ وغادرنا قطعاناً لا نعرف شيئاً إلا تقبيل يديه".
8
يولدُ في الأرضِ لقيط المعرفة السُّفلية.
كانت معركتي أوهنُ من بيتِ عناكبَ هذا الزمنُ المأفون.
يقول الجندي: إني أقدار الضعفاءِ،
ليسرقَ أكثر مما يحتاج،
ويكنزَ حتى يصبحَ قبراً يتّسعُ لأطفالٍ ماتوا جوعاً.
كنتُ أنا منهم.
كانتْ أمي، وكان أبي، وكان الماضون وكلُ الآتين مجرد أشلاء في ثكناتِ العسكر.
وعلى وقعِ نشيدٍ وطني يتغنّون بفتوحاتٍ تتّجه نحو الداخلِ،
ليبنوا من أثمان الخبز المعتقلاتِ
ويبيعوا الأحلام على جُثثٍ يمضغها وطنٌ مسلوب..
(يوليو 2015)
* شاعر من السعودية