جي. آر تولكين: رحلة في عالم صانع "الأرض الوسطى"

31 يناير 2020
(من المعرض)
+ الخط -
يُقال إن من علامات نجاح عمل أدبي أن يتذكر الناس الكتاب في الوقت الذي ينسون فيه صاحبه، فيصبح "دون كيخوته" مثلاً أشهر من ثيربانتيس، و"توم سوير" أشهر من مارك توين، وربما أكثر ما سبّب التصاق مثل هذه الأعمال في الذاكرة أنها خرجت أيضاً من الكتب وتحولت إلى أعمال سينمائية ومسرحية وكرتونية.

في هذا السياق تقع أعمال المؤلف الإنكليزي جون رونالد روول تولكين (1829 - 1973)، والتي من أشهرها "سيد الخواتم"، و"الهوبيت"، و"سيلماريليون"، و"بيرين ولوثيان"، وغيرها من الروايات التي أصبحت في معظمها اليوم سلاسل أفلام وألعاب وقصص مصورة دخلت بقوة إلى تاريخ السينما وذاكرة الإنسان المعاصر.

تستعيد "المكتبة الوطنية الفرنسية" إرث تولكين في معرض بعنوان "رحلة في الأرض الوسطى" يتواصل حتى 16 شباط/ فبراير المقبل، ويضم 300 قطعة من مقتنياته الخاصة ومخطوطاته، تعرض لأول مرة للجمهور الفرنسي وتقدم تصوراً شاملاً عن الروائي والأستاذ في "جامعة أكسفود" المتخصص في أدب الشمال القديم، وكذلك المنظر اللغوي.

يضم المعرض الذي يُقام بالتعاون مع عائلة تولكين، سلسلة من مخطوطاته، وبعضها مستعار من مكتبة جامعة أكسفورد ومكتبة جامعة ماركويت، وفي كثير من الأحيان تكون هذه المخطوطات المكتوبة بعناية كبيرة بخط اليد بعناية والمزينة بالتخطيطات والرسومات، بمثابة أعمال فنية في حد ذاتها.

كما يشتمل المعرض على الخرائط التي رسمها المؤلف وابنه كريستوفر تولكين، بالإضافة إلى العديد من رسوماته المائية التي تقدم تصوراً عن خيال تولكين وكيف فهم العالم المعقد في خياله والذي جمع بين عوالم متخيلة وفنتازية وتصورات عن الحياة في القرون الوسطى.

كان تولكين مؤلفاً غزيراً ومتعدد الاهتمامات، كتب آلاف الصفحات التي لم تُنشر في حياته، وألف أساطير حديثة بلغاتها المخترعة وأبطالها وشعوبها وابتكر لها جغرافيا أسماها "الأرض الوسطى"، حيث تدور معظم أحداث رواياته، كما رسم لها نمطاً معمارياً وفنوناً وتاريخاً.

يأخذ معرض "المكتبة الوطنية الفرنسية" الزائر عبر هذه الجغرافيا الخيالية، من خلال سلسلة من الفصول والأراضي والأقاليم، وكل واحدة من مراحل هذه الرحلة تتيح الفرصة لمعالجة الأسئلة الأدبية أو الثقافية أو اللغوية التي يقوم عليها عمله.

المساهمون