جيهان عوض: مقاطعة الاحتلال ثقافة

08 أكتوبر 2014
ضرورة دراسة حملات المقاطعة ضمن استراتيجيّة واضحة وواقعيّة(فرانس برس)
+ الخط -

كلما ازداد عدد المقاطعين لبضائع الاحتلال، تعزّز لدى الناشطة والصحافيّة جيهان عوض العزم على العمل الجاد لتأسيس وعي فكري لمقاطعة الاحتلال وبضائعه.

وجيهان عوض، من سكان مدينة رام الله وسط الضفة الغربيّة، تعمل مقدّمة لأحد البرامج الشبابيّة على هواء فضائيّة فلسطينيّة، فتستغلّ منبرها الإعلامي لنشر مبدأ المقاطعة.

قبل نحو تسع سنوات، بدأت بمقاطعة بضائع الاحتلال، مستندة إلى قراءاتها ومتابعتها لمواقع التواصل الاجتماعي. وفي مرحلة لاحقة من حياتها، خاضت في تفاصيل تلك المقاطعة.

واجهت عوض استغراباً من قبل مجتمعها وحتى عائلتها في ذلك الحين، خصوصاً في ظلّ عدم وجود وعي كافٍ بتلك المقاطعة. لكنها وجدت ذاتها فخورة بما تفعل، وإن بدت غريبة بتصرّفاتها. وأصبحت المقاطعة ثقافة لديها وحياة تعيشها. فلا تأكل ولا تشتري أي منتج إسرائيلي أو بضاعة يستوردها الاحتلال.

وقد يحكم كثيرون ممن لم يجرّبوا المنتجات الفلسطينيّة، برداءتها. وفي الوقت نفسه، قد يُعجبون بمنتج عدوّهم لمجرّد الدعاية القويّة له ولشكله الجميل ولتسويقه المحكم في السوق الفلسطينيّة. وهو ما يستدعي من الشركات الوطنيّة الفلسطينيّة الاهتمام بمنتجاتها بشكل كبير، بحسب ما تشدّد عوض.

لم يكن للتنظيمات أو الحملات الشبابيّة تأثير في حياة الناشطة الشبابيّة وفي تفعيل تلك المقاطعة لديها. فهي سعت إلى تطبيقها على نفسها بشكل فردي، لتنقل قبل سنوات مقاطعتها تلك بشكل عملي إلى بعض التجّار.

وتلفت الشابة إلى أن بعض الناشطين قد يرون عدم فعاليّة كل الحملات التي دعت إلى المقاطعة، ما يستدعي أن يعيد القائمون على الحملات دراسة عملهم ضمن استراتيجيّة واضحة وواقعيّة.

وتعبّر عوض عن ألمها لعدم وجود رموز يُقتدى بهم في الحملات الشبابيّة التي تسعى إلى تطبيق المقاطعة، لا سيّما مع وجود دعوات من قبل وزارة الاقتصاد الوطني بمقاطعة منتجات المستوطنات من دون مقاطعة المنتجات الإسرائيليّة الأخرى.

وتؤكد عوض لـ"العربي الجديد" على أن كل فلسطيني قادر أن يصبح قائد حملة لمقاطعة بضائع الاحتلال بشكل فردي، مشيرة إلى أنه في حال استطاع الشعب الفلسطيني تحويل مقاطعة الاحتلال إلى فكر وعقيدة، فإنه سينجح في تحرير أرضه.

ويرى مراقبون أنه لا بدّ من العمل على توعية الناشطين في مخاطبة التجّار، للوصول إلى المقاطعة الناجحة. وذلك بالاستناد إلى حقائق تدلل على بشاعة الاحتلال. بالإضافة إلى الدور الملقى على عاتق الناشطين في إثراء وعي الناس بضرورة المقاطعة والتعريف بالمنتج الوطني أو ببدائل للمنتج الإسرائيلي.
المساهمون