جينات سرطانية

28 يناير 2016
شرقٌ بائعٌ لشرفِ الحياة (فيسبوك)
+ الخط -

الأكيد هو أنّهُ ليس هناك بدٌّ من دواءِ سرطانٍ عضوي وهو لا ريب قادم، لكن، الذي لا ريب أنّه غير آتٍ، بل وجهته التكاثر: هو الدواء لسرطانٍ صوتيٍّ نَفَسيٍّ مرئيٍّ لأغشيةِ سمعٍ هيأت نفسها لهواء الالتفاف على الحقيقة كذباً في الصوت، اعذرني ونوس "لم نعد محكومين بالأمل".


شرقٌ عدمٌ دون انبعاث، يُقلِّم الحياة بشعاراتٍ لها عناوين وكأنها ستُعيد الحياة بلونها، لكن في جوهرها تلاطمُ نفاق بكذب، تفرز من مؤخرتها أصوات تترجم ببغائيتها، وروائح لا تعرِّف إلا جُثثاً هي كيانُ قيامتها: شرق الشعوب الديمقراطية والأمم الديمقراطية والقائد الخالد الأبدي والفلسفة القائدة العقائدية والزعيم الوحيد الأوحد الذاتي والمجتمعات الديمقراطية وأخيراً وليس آخراً -يا سلام- الدولة أو الخلافة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين... إلخ ليست سوى طنين من الخزعبلات الشعاراتية في نسج صوتٍ للكذب والافتراء، تتجاوز في صداها حتى "غوبلز" النازي، مُخاطبةً منها، فقط السُذَّج والمتلهفين وراء صخبِ الصوت ليس إلّا.

شرقٌ مُريّبٌ، شرقٌ بائعٌ لشرفِ الحياة إلى جوقة أصواتٍ، تلافيفها المخفيّة خيوطٌ من جذور تبتدئ من حيث تُوَّجهُ هذه الأصوات، وتنتهي بأطلال حياةٍ، لا يقف عليها ماسكُ الجذور ومُنبِتُها الهلاميُ الواضح في الآن نفسه. وإليكم أمثلةً:
الجوقة: إسرائيل هي العدو( لكن صوتاً). رغم صدق العداوة.
وفي الخفاء المستور، قوائم الكرسي لقائدِ أو قواد الجوقة هي أجهزةُ موساد وجيش دفاع..

الجوقة: تركيا طورانية (وهذا دقيق)، لكن، لا ننسى فقط صوتاً.
وفي الخفاء المستور، خرابٌ وتدميرٌ لمن يفتح لها بوابة الجنة لظلّ الحقّ وعباءة الجنة، خرابٌ من ينادي بعدائها على ساحة أرضٍ هي على الأساس؛ أن الجوقة وكورسها هم أصحابها!
شرقٌ سياسيٌ مشوّه، لم يلد على الأكثر إلا عاهاتٍ صوتية تُلقَّنُ خفاءً ما يجب أن تنادي به، وتفعل عياناً ما تتصدى به لهُ؟

كلُّ الغارقين في صوت المقاومة وحقوق الشعب وحمالي أثداء الشرف والناموس وساقي الأرض بالدماء والأرواح.. لما زالوا محتلين، لا، والأكثر فُكاهةً هم قوادٌ بأجهزة "الريموت كنترول" من منابت جذور الصوت الخفي، الصامتون في ضجيج جوقتهِ، والمنتَصِرون سكوناً في انحباس أصوات جوقتهم واحداً تلو آخر، فأنّى لها أن تكون صوت الشعب؟

شرقٌ مَسخٌ، أبواقه المترامية المراكز، قيادةً، تحملها بيادق تهمُّ بدفن الأوطان والبلاد في مربع الخراب، على طاولة التبعية والضلال المبين!

شرقٌ تغذيه فلسفةُ الزعماء الخالدين والأبديين والرمزيين والأيقونيين والمعصومين والمقدسين والإلهيين.. هي - أي تلك الفلسفة - ليست إلّا شذرات مسروقة من عقولٍ حَفَرت في ذاتها فانبعَثَت وثُبِتتْ على سبيل رخاءٍ إضافيٍّ للحياة، فيأتي ويُرقعها تزويراً مَن يقودون الموت واللاانتماء إلى ملاذ المُبتغى حسب مُقلِّمي الصوت وجذورهْ!!

(سورية)

دلالات
المساهمون