جيسي باين.. فوضى لونية "من التراب"

11 يناير 2019
(من المعرض)
+ الخط -
يتتبع الفنان الأميركي جيسي باين ثيمات مختلفة لمفهوم "العادة" الذي يحيل إلى كل ما هو روتيني ومعياري وآلي، إذ يرصد "تكرار الفعل ضمن حلقة لا متناهية من الإلهام والمعلومات والدوافع والإصرار، ما يخلق مناخاً من الفرح والإبداع بلا اكتراث"، كما يصف تجربته.

"من التراب" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح الإثنين الماضي في "مطافئ: مقر الفنانين" في الدوحة، ويتواصل حتى السابع عشر من الشهر الجاري، ويتناول فيه العواصف الرملية التي تشهدها قطر في لوحات تعيد الإحساس بالشعور الطاغي لقوتها وتأثيرها.

يعكس الفنان فكرته من خلال إلقاء الضوء على مشاعر الانبهار والخوف التي تبثها هذه الظاهرة الطبيعية في النفوس وبالتأكيد على فكرة أننا جميعا "من تراب"، حيث تسكنه فكرة "العاطفة الداخلية" للعمل التي كتب حولها الفنان الأميركي فيليب غوستون (1913- 1980)، أحد رواد المدرسة التعبيرية التجريدية إلى جانب جاكسون بولوك وهانس هوفمان وآخرين.

يوظّف باين خبراته كمدرّس لأسس الفن والتصميم في "جامعة فرجينيا كومنولث" في الدوحة، الذي يقوم على البحث الدائم في حالات تقع ضمن حياته اليومية وتأثر الفنان بالبيئة والناس حيث تمتزج اهتماماته وخبراته ومعارفه التي تظهر كأساس للمفاهيم التي يقدّمها في أعماله.

تُبرز لوحات المعرض تداخل الفوضى والارتباك والجمال في منطقة يعلوها التراب في دلالة للعقبات والتحديات التي تواجه المنطقة وما يستنزفها بفعل الغبار وتراكمه، في امتداد لمعارض سابقة قدّمها في "سلسلة بقايا" و"غبار واحد" و"سلسلة السافانا"، وهي تقوم على خلق أجساد وتكوينات في لوحاته التجريدية ضمن حالة من الانفعال والغموض المؤثرين.

يشارك باين في الدورة المقامة حالياً من برنامج الإقامة الفنية في "مطافئ 2018-2019". ويستقبل البرنامج، الذي أطلقته "متاحف قطر" عام 2015 الفنانين المقيمين في قطر، وتستمر دورته تسعة أشهر من كل عام، ويتيح للفنانين المقيمين في الدوحة فرصة لتطوير ممارساتهم الفنية وإبراز أعمالهم، ويخصص في ختام كلّ دورة معرضاً لتقديم أعمالهم في البرنامج، إلى جانب المحاضرات وورش العمل والفعاليات الشهرية والمشاركة في مشروعات مجتمعية.

دلالات
المساهمون