جيبوتي.. جامعة وحيدة

30 أكتوبر 2014
الممارسة السياسية والتنظيمات النقابية غير مرخصة (Getty)
+ الخط -

تشق جامعة جيبوتي طريقها لإثبات ذاتها على أرض الواقع، رغم العقبات التي تواجهها، وقلة الإمكانات المادية والكفاءات العلمية، في بلد يعتبر من أفقر البلدان في القارة الإفريقية، رغم الموقع الجيو-استراتيجي والموارد الطبيعية التي يزخر بها.

تعتبر الأمية، معضلة جيبوتي الأبرز، البلد الذي لا يتجاوز عدد سكانه المليون، يعاني من ندرة الكادر العلمي والخبرات الجامعية، إلى جانب انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ويوجد في جيبوتي جامعة واحدة فقط، وهي جامعة جيبوتي، أسست عام 2001، وكانت تابعة حتى عام 2005، لاتحاد الجامعات الفرنسية، وبدأت بعدد قليل من الطلاب، لا يتجاوز سبعمائة طالب وطالبة، وعدد قليل من الأساتذة، معظمهم من الأجانب.

أما الواقع الأكاديمي للجامعة، فالحديث عنه ذو شجون، حيث تمثل ندرة الكادر الكفء وعدم الاستقرار في وضع المنهج الدراسي إلى جانب الصعوبات المادية مشاكل تقيد الجامعة. فمن حيث الكادر الأكاديمي كانت الجامعة تعتمد على كوادر منتدبة من الجامعات الفرنسية، وعدد قليل منهم كان منتدبا من جامعات عربية، وبعد حصول عدد من الكوادر الجيبوتية على درجات علمية (دكتوراه)، تم استبدال الكادر الأجنبي بالكادر الجيبوتي بشكل تدريجي. والجامعة تتبع ماليا لوزارة التعليم العلمي والبحث. أما المنهج الدراسي فحتى عام 2005 كان المنهج تابعا للجامعات الفرنسية، وبعدها أنشأت إدارة الجامعة لجنة مختصة لإعداد المنهج الجامعي، خطوة أولى، وبعد فترة أسندت الجامعة إعداد المنهج للأساتذة حسب تخصصاتهم، ولا يزال العمل جاريا على إعداد المناهج إلى الآن.

وكان الانضمام للجامعة مجانيا في سنواتها الأولى، إلا أنها بعد خمس سنوات من تأسيسها، فٌرض على الطلاب دفع رسوم رمزية تساوي 120 دولاراً أميركي سنويا على كل طالب. وهذا مبلغ ليس بالسهل تأمينه في جيبوتي، لأن دخل معظم أسر الطلاب لا يحتمل تأمين هكذا مبلغ. وقام الطلاب بالاحتجاج على هذا القرار، إلا أن الحكومة أصرت عليه، وواجهت احتجاجات الطلاب بالقمع.

والممارسة السياسية والتنظيمات النقابية غير مرخصة في الجامعة على الإطلاق. وما تزال الجامعة تفتقر إلى وجود اتحاد طلاب.

أما علاقة الطلبة مع الفضاء العام في الحرم الجامعي، فيمكن وصفها بالعلاقة المحرمة، فلا يسمح النظام الجامعي القائم للطلبة بأي شكل جماعي من الاستفادة من الحرم الجامعي، لإقامة أي نشاط أو تجمع.

المساهمون