حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأحد، نواب حزب المحافظين من أنّهم سيواجهون "خياراً تاريخياً" هذا الأسبوع إن لم يدعموه في الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذ يكون الخيار الآخر "رؤية جيريمي كوربن (زعيم حزب العمال) يستحوذ على الحكم ويغرق البلاد في حالة من الفوضى"، بحسب ما أوردت صحيفة "ذا صنداي تايمز".
وفي أول مقابلة مع صحيفة ورقية له منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء، وجه جونسون إنذارًا للوزراء السابقين الذين ينتقدون ما يقوم به بشأن بريكست بأن يختاروا طرفاً.
وكان حوالي 20 وزيراً من حزب المحافظين قد تحدثوا عن الانفصال عن الحزب في حال دفعهم جونسون إلى خوض انتخابات مبكرة على خلفية بريكست دون صفقة.
وقالت الصحيفة إنّه في خضم أعمق أزمة دستورية منذ قرن، وعد رئيس الوزراء بالكشف، الأربعاء المقبل عن مراجعة الإنفاق الأكبر والأكثر سخاء منذ بلغت ذروتها مع حزب العمال في عهد توني بلير.
وستحصل المجالس المحلية بموجب المراجعة على 3.5 مليارات جنيه إسترليني إضافية، وهي أول زيادة حقيقية في ميزانياتها منذ عقد من الزمن، مع تخصيص مليار جنيه إسترليني للرعاية الاجتماعية.
وقال جونسون إنّهم يضعون كمية كبيرة من الأموال في الرعاية الاجتماعية، في المدارس وفي وسائل النقل والتعليم، غير أنّه حذر أيضاً نواب المحافظين، هذا الأسبوع، من محاولة منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة، الأمر الذي يجعل من "المستحيل" بالنسبة له الحصول على صفقة جديدة مع بروكسل، ويضع كوربن في السلطة.
واتّهم جونسون زعيم حزب العمال بأنه اتخذ قراراً بتحويل حزبه إلى "حزب ضد الديمقراطية حين طالب بإلغاء نتائج الاستفتاء حول بريكسيت".
وسيناقش جونسون وكبار مساعديه اليوم الأحد ما إذا كان يجب عليهم الضغط على حزب المحافظين وإلغاء اختيار الأعضاء الذين يصرون على التعاون مع كوربن.
وسيخبر جونسون، في مواجهة غداً الإثنين مع وزراء الحكومة السابقين فيليب هاموند وديفيد جوك ودومينيك جريف، بأن عليهم اختيار فريق.
وقال لصحيفة "صنداي تايمز": "أنا فقط أقول للجميع في البلاد، بما في ذلك الجميع في البرلمان، الخيار الأساسي هو: هل ستنضم إلى جيريمي كوربن وأولئك الذين يريدون إلغاء الاستفتاء؟ هل ستقف إلى جانب أولئك الذين يريدون إلغاء الحكم الديمقراطي للشعب وتغرق البلاد في حالة من الفوضى، أم أنك ستقف إلى جانب أولئك الذين يرغبون في المضي قدما، والوفاء بالولاء لخيار الشعب والتركيز بدقة على جدول الأعمال المحلي؟ هذا هو الخيار".
وليلة أمس السبت، قال كوربن إن الانتخابات العامة كانت "الطريق الديمقراطي للمضي قدمًا"، وأضاف: "في تلك الانتخابات، سيمنح حزب العمال الشعب الفرصة لاستعادة السيطرة".
وفي الوقت ذاته، قال ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن "بريكست"، إنّه لا يمكن التخلي عن الحدود الأيرلندية الصلبة، في حين يصر جونسون على إلغائها.
وليلة السبت، رد هاموند من حزب المحافظين، ووزير دولة وشؤون خارجية سابق، قائلاً: "أريد أن أحترم بياننا لعام 2017، الذي وعد بالخروج السلس والمنظم.. ليس غير الديمقراطي".
وسيحاول النواب المتمردون، الثلاثاء، فرض خطة للسيطرة على جدول أعمال مجلس العموم لتمرير قانون يومي الأربعاء والخميس يجبر جونسون على الذهاب إلى بروكسل لطلب تمديد المهلة المحددة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، قال جونسون إن هذا "لن يحقق شيئًا"، ولكنه سيؤدي إلى تفاقم "الحدة" في البلاد.
وأكدت مصادر حكومية رفيعة إنه حتى إذا تمت الموافقة على مشروع قانون النواب المتمردين، فيمكن لجونسون أن يذهب إلى بروكسل ويمنع حق النقض بنفسه، كتمديد للموعد النهائي المحدد في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، ويتطلب ذلك دعم جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 28، أو يسأل حليفًا مثل رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، للقيام بذلك من أجله.
ويخشى قادة المتمردين من أنه بمجرد أن يتم اختيار البرلمان، فإن جونسون يمكنه ببساطة تمديد فترة التعليق لمدة أسبوعين حتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما يجعلهم عاجزين عن منع هذه الخطوة.