وتنتظر بروكسل من الحكومة البريطانية أن تتقدم بمقترحات بديلة لخطة المساندة الأيرلندية والتي تعد شبكة أمان تبقي على بريطانيا في الاتحاد الجمركي الأوروبي، في حال عدم وجود اتفاق تجاري مع أوروبا لحماية السلم في الجزيرة الأيرلندية والإبقاء على الحدود مفتوحة بين شطريها.
إلا أن الدبلوماسيين الأوروبيين يتهمون الجانب البريطاني بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق، وهو ما عززته تصريحات لجونسون أدلى بها لصحيفة ميل أون صنداي واصفاً نفسه بشخصية الخيال العلمي "هولك"، التي كلما ازدادت غضباً ازدادت قوة، وبالتالي لا أحد يستطيع الوقوف في وجهها.
وأكد جونسون أيضاً أنه لن يطلب تمديد موعد بريكست إلى ما بعد 31 أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك بالرغم من فرض البرلمان البريطاني الأمر على حكومته، في حال لم يتم التوصل لاتفاق بحلول القمة الأوروبية المقبلة. مشدداً أيضاً على أن حكومته سترفض أي عرض لتمديد موعد بريكست تتقدم به بروكسل.
ويأتي الاجتماع بيونكر بعد مضي نحو شهر على زيارة جونسون لبرلين، والتي منحته فيها المستشارة الألمانية مهلة 30 يوماً للتقدم بمقترحات بديلة لخطة المساندة والتوصل لاتفاق حول بريكست، وهو ما لم يتم حتى الآن.
كما أن جونسون تعرض لعدد من المواقف في الشوارع البريطانية أثناء زيارته لشمال إنكلترا، حيث طالبه المعترضون على سياساته بأن يكون على طاولة التفاوض في بروكسل بدلاً من جولاته الانتخابية.
ولا تزال الشكوك تحوم حول قدرة جونسون على الالتفاف على قانون منع بريكست من دون اتفاق، والذي أقره البرلمان بعد التمرد بداية الشهر الحالي. ويأمل جونسون أن يجد ثغرات قانونية في نص التشريع تسمح له بالالتفاف على الإرادة البرلمانية.
ولكن حكومة جونسون ستكون بانتظار جلسة الاستماع الأولى للمحكمة الدستورية العليا يوم غد الثلاثاء، للبت في مسألة قانونية إغلاق البرلمان. وكانت محكمتان إنكليزية وأيرلندية شمالية قد أيدتا قانونية خطوة جونسون، بينما اعتبرت محكمة الاستئناف الاسكتلندية أنها غير قانونية لكذب جونسون حول مبررات الإغلاق.
ويصر جونسون على أن "قدراً كبيراً من التقدم" في المفاوضات قد تم في الأيام الأخيرة، وهو ما تنفيه بروكسل. بل إن تصريحات جونسون عن كونه "هولك" الذي يحرر نفسه من القيود الأوروبية دفعت غي فيرهوفشتات، مسؤول بريكست في البرلمان الأوروبي، للتغريد على "تويتر" بالقول إن "المقارنة بهولك طفولية حتى وفقاً للمعايير الترامبية. هل يفترض أن يخاف الاتحاد الأوروبي من ذلك؟ هل أذهل ذلك الشارع البريطاني؟ هل بوريس جونسون يطلق الصافرات في الظلام؟".
واستغل جونسون عموده الأسبوعي في التلغراف ليؤكد أن اتفاقاً على خطة بديلة في مرمى البصر، حيث أكد أن جولته الأوروبية في برلين وباريس ودبلن كشفت عن "خطوات حقيقية" باتجاه التخلي عن خطة المساندة. وشدد أيضاً في مقاله على جو التفاؤل الذي تعكسه تصريحات عدد من وزرائه باتفاق قريب.
وكانت وزيرة الداخلية بريتي باتيل قد قالت يوم أمس للـ "بي بي سي": "تركز كل آلات الحكومة الآن عملها على تمرير الاتفاق، وتخطط وتحضر للخروج باتفاق يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول".
وتجد حكومة جونسون نفسها حالياً مقيدة بقانون منع بريكست من دون اتفاق، والذي يجبرها على طلب التمديد حتى نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل ما لم يتم الاتفاق على بريكست بحلول 19 أكتوبر/ تشرين الأول. وبينما يصر جونسون على عدم نيته طلب التمديد، فإن أمله الأساسي يعتمد على التوصل إلى اتفاق يجنبه حرج التمديد.
وتتركز الجهود الحالية على إبقاء أيرلندا الشمالية متماشية مع القوانين الأوروبية في عدد من النواحي التجارية لحل مشكلة الحدود مع الجمهورية الأيرلندية، وفي الوقت ذاته تجنب نقاط تفتيش جمركية في البحر الأيرلندي الفاصل بين الجزيرتين البريطانية والأيرلندية.