جونسون زار السعودية على نفقتها قبل أيامٍ من اغتيال خاشقجي

01 نوفمبر 2018
ارتفعت مبيعات السلاح إلى السعودية بعهد جونسون(Getty)
+ الخط -
جلبت زيارةُ وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، إلى السعودية، والتي تمّت قبل أيامٍ من جريمة اغتيال جمال خاشقجي، ودفعت نفقاتها الرياض كاملةً، الانتقادات مجدداً لعلاقات بريطانيا، وخاصةً حزب المحافظين الحاكم، بالمملكة، التي ترتفع الدعوات في الغرب لمراجعة مسؤوليه العلاقات معها. 

وكشف السجّل المالي لمجلس العموم البريطاني عن أن رحلة جونسون إلى مدينة جدة، التي استمرت ثلاثة أيام، بلغت كلفتها 14 ألف جنيه استرليني، ودفعها الجانب السعودي.

ويفرض القانون البريطاني على أعضاء البرلمان الكشف عن كافة الأموال التي يتلقونها من جهات أجنبية ومحلية. وقال مصدر مقرب من جونسون إن الزيارة كانت ضمن جهود الوزير السابق لدعم تعليم النساء والفتيات.

وتمت زيارة جونسون بين 19 و21 سبتمبر/أيلول الماضي، أي قبل أيام قليلة من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبالرغم من أن جونسون دان جريمة قتل خاشقجي، وأعرب عن إيمانه بضرورة أن تعمل بريطانيا على معاقبة السعودية على هذا الفعل "البربري"، لكنه لم يستطع تفادي الانتقادات الشديدة لعلاقته الوثيقة بالسعودية. إذ في عهده، تضاعفت مبيعات الأسلحة البريطانية، بمختلف أنواعها، إلى السعودية، لتصل إلى نحو خمسة مليارات جنيه إسترليني، وذلك منذ بدء الحرب على اليمن عام 2015.

وقال أندرو سميث، المتحدث باسم "الحملة ضد تجارة السلاح"، التي تعارض بيع الأسلحة إلى السعودية، خاصةً بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المتكررة في اليمن، إنه "كوزيرٍ للخارجية، دعم جونسون مبيعات الأسلحة بقيمة مليارات الجنيهات للنظام السعودي، وأبدى دعمه الكامل لقصفه المهول لليمن وحصاره".

وأكد سميث أنه "يجب على السياسيين ألا يقبلوا الأموال من الأنظمة المستبدة أو الديكتاتوريات مثل المملكة السعودية، والتي تمتلك سجلاً مرعباً في حقوق الإنسان، وتسببت بأزمة إنسانية في اليمن"، معتبراً أن "النظام السعودي لا ينفق الأموال على ضيافة بوريس جونسون لأنه يهتم بآرائه حول التعليم، إنما يفعل ذلك لأنه يعلم بطموحات جونسون للوصول إلى داوننغ ستريت، ويحاول بذلك شراء نفوذٍ لديه".

من جهته، انتقد جون تريكت، النائب عن حزب "العمال" البريطاني، العلاقة الحميمة بين حزب المحافظين والحكومة السعودية، لافتاً إلى أن "الخطأ الأخير في التقدير من جانب جونسون، ياتي بعد فشله في القيام بأي شيء للضغط على النظام السعودي لتغيير سلوكه خلال عمله في وزارة الخارجية، مثله مثل الحكومة المحافظة الحالية".

بدورها، علّقت مديرة منظمة العفو الدولية في بريطانيا، كيت ألين، على الزيارة، بالقول إنها "تأتي وسط حملة قمع شديدة ضد حقوق الإنسان في السعودية"، متساءلة عما إذا كان جونسون قد طلب أجوبة من الرياض عن وضع السيدات المطالبات بحقوق المرأة، والمعتقلات في السجون السعودية، مثل لجين الهذلول.

ورأت ألين أن "دعم السيد جونسون لتعليم النساء والفتيات في الشرق الأوسط مرحب به، لكنه هو وغيره يجب أن يتحدثوا علناً عن حرمان السعودية المنهجي للنساء من حقوق الإنسان الأساسية. لقد أسهب جونسون بمدح ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) على أنه مصلحٌ حقيقي، وهو ما تبين أنه سوء حكم كلي".

وتتعرض الحكومة البريطانية لانتقادات شديدة لعلاقتها الوثيقة بولي العهد السعودي، بالرغم حملة القمع التي يقوم بها الأخير ضد معارضيه في المملكة، وبالرغم من الحرب على اليمن، التي تسببت بإحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وجاءت جريمة اغتيال خاشقجي لتزيد من حدة هذه الانتقادات.

 

 

المساهمون