جولة الكاظمي الخارجية بين الرياض وطهران: بحث عن تهدئة وليس وساطة

19 يوليو 2020
يزور الكاظمي غداً الاثنين الرياض (تويتر)
+ الخط -

قال مسؤول عراقي بارز، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، معلقاً على تقارير إعلامية وتصريحات سياسية صدرت في الساعات الماضية بشأن وساطة عراقية بين الرياض وطهران، سيبادر بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في زيارته إلى كل من السعودية وإيران المقررة هذا الأسبوع، إن "دولاً غير العراق أقدر على لعب هذا الدور، فالعراق يبحث عن تهدئة، أو على الأقل إبعاده عن انعكاسات التوتر الحالي بالمنطقة". 

ووصل الأحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة بغداد، في زيارة تستغرق يوماً واحداً، يلتقي خلالها كلاً من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والجمهورية برهم صالح، والبرلمان محمد الحلبوسي، فضلاً عن لقاء آخر اعتبر رسالة سياسية أكثر من كونه لقاء عمليا بين مسؤولين، حيث سيلتقي زعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض، في إشارة اعتبرت تأكيداً إيرانياً على دعم الفصائل المسلحة المنضوية ضمن "الحشد الشعبي"، ورفض دعوات أطلقت أخيراً بشأن مستقبله. 

ومن المرتقب أن يغادر يوم غد الاثنين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الرياض على رأس وفد وزاري رفيع للقاء المسؤولين السعوديين، من بينهم ولي العهد محمد بن سلمان. ويترقب من الزيارة توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية، فضلا عن افتتاح معبر عرعر الحدودي بين البلدين لأغراض تجارية بعد إغلاقه منذ عام 1991 إثر حرب الخليج الأولى. 

واليوم الأحد، كشف مسؤول عراقي رفيع في بغداد عن مرافقة 6 وزراء لرئيس الحكومة في جولته الخارجية، التي سيبدأها من الرياض ثم إيران، قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في جلسة الحوار الاستراتيجي الثانية، بعدما تمت الأولى الشهر الماضي عبر دائرة تلفزيونية، وعلى مستوى وكلاء وزراء خارجية البلدين.

وذكر المسؤول العراقي أن "وزراء الخارجية والتجارة والإعمار، ورئيس هيئة الاستثمار ومستشار الأمن الوطني، من بين أعضاء الوفد العراقي، فضلا عن مسؤولين من محافظات عراقية عدة، ومستشارين حكوميين"، كاشفا عن أن زيارة الرياض ستشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، والإعلان عن افتتاح معبر عرعر البري بين البلدين، إضافة إلى مناقشة موضوع الطاقة الكهربائية، ومدّ السعودية العراق بها عبر مشروع الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، والذي يتوقع أن يتم في غضون 9 أشهر في حال تم البدء بتنفيذ المشروع عبر السعودية والكويت، ودعم العراق بمعدات ومستلزمات طبية لمواجهة جائحة كورونا.

وكشف المتحدث عن أنه سيتوجه في اليوم الثاني إلى إيران، حيث من المؤمل أن يلتقي المسؤولين الإيرانيين هناك، وستكون عدة ملفات حاضرة، من بينها المعابر الحدودية وإعادة افتتاحها، وتفعيل اتفاقيات سابقة وقعت في عهد حكومة عادل عبد المهدي، متوقعا أن "يطرح المسؤولون الإيرانيون ملفات سياسية، وصفها بـ"الحساسة"، تتعلق بالقوات الأميركية ورفض طهران وجودها في العراق، باعتبارها تهديدا للأمن القومي الإيراني"، على حد تعبير المسؤول.

مسؤول عراقي: العراق يسعى إلى إفهام الطرفين أنه يرغب في البقاء على الحياد وإقامة علاقة طيبة مع الجانبين، ويبحث عن تهدئة تساعده في حل مشاكله الداخلية، خاصة مع تفاقم الفقر والبطالة والنازحين والملف الأمني وسلطة الدولة

وبشأن الحديث عن وساطة عراقية سيعرضها الكاظمي بين السعودية وإيران، قال المسؤول العراقي، الذي من المقرر أن يكون أحد أعضاء الوفد، إن هذه التقارير تكررت سابقا في حكومة عبد المهدي بزيارة مشابهة له، وقبلها بحكومة حيدر العبادي، و"العراق عمليا غير مؤهل للعب هذا الدور، وهناك دول بالمنطقة أقدر عليه".

وأوضح أن "العراق يسعى إلى إفهام الطرفين أنه يرغب في البقاء على الحياد وإقامة علاقة طيبة مع الجانبين، ويبحث عن تهدئة تساعده في حل مشاكله الداخلية، خاصة مع تفاقم الفقر والبطالة والنازحين والملف الأمني وسلطة الدولة"، وختم بالقول: "أقل ما يمكن أن يلعبه العراق هو البحث عن تهدئة، وهذا الأمر سيكون مع الأميركيين وليس السعوديين بطبيعة الحال". 

وفي وقت سابق، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب ملحان المكوطر، في تصريح صحافي، إن "زيارة ظريف قبيل زيارة سيقوم بها الكاظمي إلى السعودية ليست مصادفة". ولم يستبعد النائب "وجود وساطة عراقية بين السعودية وإيران سيجريها الكاظمي في زيارته إلى المملكة".

فيما تحدث نائب عراقي آخر عن تحالف "الفتح"، يدعى فاضل الفتلاوي، عن "ترطيب أجواء بين السعودية وإيران عبر وساطة عراقية خلال جولة رئيس الوزراء المرتقبة للبلدين".

بدوره، قال رئيس حزب التجمع الجمهوري العراقي سعد عاصم الجنابي إن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد "جاءت لتحميل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وساطة بين طهران والرياض".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقال الجنابي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية عراقية، إن "زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد تحمل بين ثناياها طلب طهران للكاظمي أن يكون وسيطاً للمصالحة مع السعودية، باحثةً عن متنفس ذي حضور إقليمي مهم بعد تضييق الخناق عليها دولياً".

وأضاف: "على رئيس الوزراء اغتنام المطلب الإيراني لإنهاء نشاطات وحضور المليشيات المجرمة الموالية لطهران في العراق مقابل الوساطة". 

وأكد وزير الخارجية فؤاد حسين، في وقت سابق من اليوم الأحد، أن بلاده "تريد علاقات متوازنة مع دول الجوار على أساس المصلحة الوطنية". 

وقال حسين، في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني في بغداد، إنه تمت مناقشة العلاقات الثنائية والتبادل التجاري بين البلدين، وأضاف أن "العراق يريد علاقات متوازنة مع دول الجوار على أساس مصلحة العراق، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، مؤكدا مناقشة الزيارة المرتقبة للوفد العراقي إلى طهران.

المساهمون