يبدأ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الإثنين، جولة في عدد من دول أميركا الجنوبية، حيث يزور كلاً من الإكوادور وبيرو والباراغواي والأرجنتين، تلبية لدعوات من رؤسائها.
ووفق وكالة الأنباء القطرية "قنا"، فإنّ أمير قطر، سيبحث مع رؤساء الدول التي يزورها "سبل تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، وسيتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وكانت مجموعة "قطر للبترول" المملوكة من الحكومة القطرية، وقعت، في يونيو/حزيران الماضي، اتفاقاً لشراء حصة تبلغ 30% من أسهم شركتين تابعتين لشركة "إكسون موبيل"، تملكان حقوقاً لاستكشاف المحروقات في الأرجنتين.
وفي حين بلغ حجم التبادل التجاري بين قطر والأرجنتين، حوالى 193 مليون دولار، خلال عام 2016، بلغت واردات الأرجنتين من الغاز القطري نحو مليار دولار.
وأكد خوسيه فالنسيا أموريس وزير خارجية الإكوادور، أنّ زيارة أمير قطر إلى الإكوادور "فرصة لتأكيد تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين والشعبين"، مشيراً إلى أنّ المباحثات "سترسم خريطة طريق متجددة للعلاقات خلال السنوات المقبلة".
وقال أموريس، في حوار مع صحيفة "الشرق" القطرية، اليوم الإثنين، إنّ "دولتَي قطر والإكوادور تتوافقان في تصميمهما على وضع أجندة طموحة تركز على التعاون الاقتصادي والثقافي، وعلى زيادة الاستثمارات والتجارة الثنائية".
وأضاف أنّ "الإكوادور تؤيد بقوة جميع آليات الحوار الإقليمي كطريقة لتعزيز التعاون والتآزر بين دول أميركا اللاتينية والدول العربية بطريقة شاملة"، مؤكداً أنّ "لدى الإكوادور تاريخاً طويلاً من الاتصالات مع العالم العربي".
وسيجري، خلال زيارة أمير قطر، إلى الإكوادور، وفق تصريحات صحافية لسفيرة الإكوادور في الدوحة إيفون عبدالباقي، التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات؛ منها مذكرة تفاهم حول تأسيس لجنة وزارية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني، ومذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الشباب والرياضة بين حكومتي البلدين، واتفاقية بين مدينتي الدوحة وكيتو عاصمة الإكوادور.
كما سيتم، خلال الزيارة، الإعلان عن تعاون مشترك في المجال الزراعي وحماية البيئة، بين وزارة البلدية والبيئة في قطر ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية في الإكوادور.
ووصل حجم التجارة، العام الماضي، بين قطر والإكوادور إلى أكثر من 10 ملايين دولار.
ومن المنتظر أن يجري التوقيع، خلال زيارة أمير قطر إلى البيرو، على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، أبرزها التعاون السياسي والدبلوماسي، والرياضة والشباب، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وإدارة الكوارث، والطيران المدني، والزراعة، وبرنامج تنفيذي للاتفاق الثقافي الموقع بين البلدين.
وترتبط دولة قطر وجمهورية الباراغواي، بعدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية؛ مثل اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والفني، التي وقعت في العام 2010 بمدينة أسونسيون، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، التي وقعت في الدوحة في فبراير/شباط الماضي، وتهدف إلى إيجاد المناخ الاستثماري الجيد بين الدولتين، وإيجاد ظروف مؤاتية للاستثمارات بواسطة مستثمري البلدين، وتعزيز وحماية تلك الاستثمارات.
وكان أمير قطر قد قام، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بزيارات مماثلة إلى عدد من دول أميركا الجنوبية شملت كلاً من كوبا، والمكسيك، وفنزويلا، حيث تم خلال الجولة التوقيع على عدد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.
كما قام في يوليو/تموز 2016، بزيارة إلى الأرجنتين، تم التوقيع خلالها على 3 مذكرات تفاهم، و6 مشاريع أحدها للتعاون المشترك في مجال التدريب الدبلوماسي والمجال القانوني، وآخر بشأن إجراء المشاورات السياسية، فضلاً عن مشروع اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة وتجنّب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي، ومشاريع أخرى في مجال التعليم.
وتُعدّ جولة أمير قطر الجديدة، استكمالاً للجولات التي قام بها خلال العامين الأخيرين، في عدد من الدول في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية، والتي بدأها قبل فرض الحصار على قطر، من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/حزيران 2017.
وهدفت جولاته، إلى فتح أسواق جديدة للغاز القطري، وبناء شراكات استثمارية مع مختلف الدول، وفي مختلف المجالات، حيث شهدت السنوات الأخيرة، تطوراً في العلاقات بين قطر ودول القارة الأميركية، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار.