"ما هذا الْحُلُم الّذي نَعرِفه جيِّداً ولَسْنا قادِرينَ على إِعادَةِ تَشْكيل حبْكتِه، أوْ نَقْلِ أَدنى لَقْطة منْه مُتماسِكة، باستِثْناء بَعْض الصُّوَر، وبعْض الْجُملِ الْمُنفرِدة، نُحاولُ يائِسِين إيجادَ مَعْنى لَها؟"
بمجرّد مغادرتهما للمشفى بعد الاعتداء الذي تعرضا له يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على إثر ما بدا محاولة لسرقة منزلهما، وجّه الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي ورفيقة دربه الكاتبة جوسلين اللعبي رسالة إلى أصدقائهما، ووصلت أيضاً إلى "العربي الجديد":
"الصديقات والأصدقاء الأحبّاء: أقرباء، مثقفون وفنانون، إعلاميون، مناضلون، قراء، مواطنون متشبعون بالقيم الإنسانية السامية، معذرة على عدم تمكّننا من الإجابة على كل واحد منكم على حدة. نحن متأكدان أنكم ستتفهمون الأمر بالنظر لظروفنا الحالية.
إننا نتوجه بالشكر الجزيل لكم جميعاً وأينما كنتم (في المغرب والعالم العربي وخارجهما) على مؤازرتكم لنا بعد الاعتداء الذي تعرضنا له يوم الأحد الماضي 19 أكتوبر في منزلنا بالهرهورة قرب الرباط. لقد أثرت فينا رسائلكم أيما تأثير وأمدتنا ببعض القوة التي نحن في حاجة لها.
إن هذا النفس القوي، الحامل لعبير الأخوة الصادقة، سيساعدنا بالتأكيد على تجاوز الصدمة الجسدية والنفسية التي عشناها مؤخراً. وفي كل الحالات، سنستمر مع محمود درويش في ترديد كلماته المأثورة: "ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا"/ جوسلين وعبد اللطيف اللعبي الهرهورة 22، أكتوبر 2015".
ويتواصل سؤال الشاعر الاسبق: "مَا هذِه الْقارَّة الّتي يَتَحدّث عنْها الْجَميع، والّتي نَصِفُها بِإفراطٍ، ونُعَمِّرها كلٌّ حسَب هَواهُ؟". "العربي الجديد" بدوره يجمع لقرّائه مواد ملف حول تجربة الشاعر نُشر في أيلول/ سبتمبر 2014، كتحية متجددة إلى جوسلين وعبد اللطيف اللعبي ومنهما إلى المبدع العربي الملتزم بقضايا مجتمعه وتحرره، وفي بالنا أن "القارَّة الّتي يَتحدَّث عنْها الْجَميع حَيَّة في دَواخِلِنا":
شاعر يمرّ
دورة الوجد تكذّب دورة الفصول
شاعرٌ تبتكره الحرية
عبد اللطيف اللعبي.. أميرنا الصغير
مغربٌ آخر
اقرأ أيضاً:
زيارة الجلاد إلى بيت عبد اللطيف اللعبي
نساء سنوات الرصاص: جوسلين نصف سماء اللعبي
جوسلين اللعبي.. أن نلاحق أحلام "الهراطقة"