جوائز بياف... استعراض بلا هوية

12 يوليو 2017
الكاتب المصري وحيد حامد مُكرمًا في "بياف" (ميديوم)
+ الخط -
في أجواء استعراضية، بدت أقرب إلى عرض أزياء، وتسابق على التقاط الصور و"سيلفي "الهواتف النقالة، دخلت جائزة "بياف" البيروتية، عامها الثامن، بحضور سياسي وفنّي. احتشد في خليج "الزيتونة" ونُقل على7 شاشات لبنانية وفضائية عربية. تسعى جائزة "بياف" إلى حجز مكان لها، على لائحة طويلة من مجموع الجوائز التي تُقام في لبنان، بشكل سنوي، تسابق "بياف" شقيقتها "موركس دور"، وتسعى إلى أخذ "البركة" من قبل السياسيين، ولذلك اهدت انطلاقتها الثامنة قبل أيام إلى رئيس الوزراء الراحل، رفيق الحريري، ووزعت 12 منحة تعليمية للطلاب المحتاجين، تكريما لخط الحريري في مؤازرة الطلاب، أثناء الحرب وبعد انتهائها.

بعيداً عن الصراع القائم في لبنان على أحقية توزيع الجوائز، والأفراد المنظمين، ودخول العامل التسويقي على الخط، وتوظيف الشركات التجارية لرعاية هذه النشاطات، تفتقر "بياف" لهوية تشرح للمتابعين الأسباب الكامنة وراء حصول كل هذه الشخصيات على الجائزة، فلا معايير حقيقية أو شرحاً مفصلاً لنيل رجال المال والأعمال الجائزة الذهبية، سوى نوع آخر من استعراض واضح لبحث هؤلاء عن ضوء أمام الإعلام والحديث عن نجاحهم وتفوقهم، ثمة شخصيات تُكرم لا يعرفها المشاهد أو المتابع العادي، وبعيدة جداً عن أجواء الفن والتمثيل، والشعر والرسم والنحت، مشاهد تطغى عليها العنجهية، لا تَصوُّر أو معلومات تروي حكاية هؤلاء الواقفين على المسرح، يكال لهم مدح الفاتحين من قبل مقدمي الجائزة، دون رقابة أو لجنة تُصنف إن كان هؤلاء فعلا يستحقون الجائزة، أم لا.

غير بعيد عن ذلك، حشد من الفنانين يتلذذ بوقوفه دقائق طويلة، على السجادة الحمراء قبل بداية الحفل، أناقة نسائية متناهية، من قبل ممثلات ومغنيات ومباراة بين مصممي الأزياء، وبدلات "توكسيدو" للفنانين صُممت بعناية من قبل المنظمين، تفتح بازاراً للمتخصصين في الموضة لتصنيف الأفضل والأسوأ، وتمنح مادة دسمة للمواقع الإلكترونية المتخصصة في ذلك.
بين الكاتب المصري المخضرم، وحيد حامد، والمغني الايرلندي كريس دوبورغ، والفنانة ليلى علوي، والمغنية الباكستانية ماهيرا خان، ونيكول سابا، والممثل عمار شلق، ونوال الزغبي، ومقدمة الأخبار زينة يازجي، قرر أصحاب الجائزة فوز هؤلاء جميعاً، لم يأتوا على ذكر تفاصيل أو أسباب هذا المزج، خصوصاً أن بعضهم لم يقدم أعمالاً تستحق التوقف عندها أو الحصول على الجائزة، لكنهم حضروا لمزيد من الضوء، والقول إن بيروت تكرمهم، بصورة شرعية، ورعاية سياسية.

مفارقات كثيرة، حفل بها مهرجان "بياف" الثامن، في بيروت، صورة مُصغرة في البحث عن الضوء من قبل المنظمين، صورة توازي السعي وراء الشركات الدعائية لمزيد من المكاسب المالية التي تُصرف، أو تشارك في تكاليف هذا الحفل الباهظ، فضلاً عن النقل المباشر، وإقناع محطات تلفزيونية لنقل المناسبة على الهواء، كل ذلك بساعات قليلة، وحدّت هذه السنة محطتين لبنانيتين تتصارعان إعلامياً وسياسياً، الجديد، والمستقبل، ساعات سميت "تكريم" لبعض الشخصيات، لم تكن أكثر من استعراض مُستهلك دأب عليه بعض الهواة والباحثين عن الشهرة.

دلالات
المساهمون