فقد وجهت قيادة عمليات بغداد (المسؤولة عن الملف الأمني للعاصمة)، أجهزتها الأمنية باتخاذ إجراءات مكثفة وتأمين المناطق، التي من الممكن أن يتسلل من خلالها عناصر تنظيم "داعش"، المنهزمون من المناطق المحررة، في خطوة تهدف إلى تأمين العاصمة.
وقال ضابط في قيادة العمليات لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادة العمليات مع انتهاء تحرير الأراضي العراقية، وضعت خططاً عاجلة لإحكام القبضة الأمنية على بغداد"، مبينا أنّ "التوجيهات صدرت إلى الأجهزة الأمنية، بتكثيف الإجراءات الأمنية والتنسيق المشترك فيما بينها، وفق الخطط الموضوعة". وأضاف أنّ "القوات اتخذت ما يلزم لضبط الملف الأمني بشكل كامل، وركّزت على المناطق الرخوة في أطراف بغداد، والتي قد يستغلها عناصر التنظيم لاختراق العاصمة"، مبيناً أنّ "الخطة اقتضت دفع قوات أمنية لمسك تلك المناطق بشكل كامل والسيطرة عليها، ومنع أي اختراق منها".
وأكد أيضاً أنّ "العاصمة حالياً مؤمنة ومحصّنة بشكل كامل، ولا يمكن اختراقها من الحدود".
من جهة ثانية، أكّد عضو مجلس محافظة بغداد محمد العبيدي، أنّ "الخطة الأمنية المشدّدة مهمة للمرحلة المقبلة، لكنّ الأهم منها هو تفعيل الجهد الاستخباري، لأنّ القوات الأمنية لا تستطيع أن تقدم شيئاً من دون معلومات استخبارية".
وقال العبيدي خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "أمن بغداد يجب أن يكون هو الأساس خلال المرحلة المقبلة، وإنّ التنظيم الإرهابي (داعش) انتهى في المحافظات الأخرى، وبالتأكيد سيحاول زعزعة أمن بغداد من خلال تنفيذ هجمات وأعمال عنف فيها".
وأشار الى أنّ "القوات العراقية بانتشارها ستسيطر على الوضع، لكنّها لا تستطيع أن تحبط خطط التنظيم، إلّا من خلال الجهد الاستخباري المعلوماتي"، مؤكداً أنّ "الجهد الاستخباري يعد الأهم خلال المرحلة المقبلة، ولا يمكن أن نضبط الأمن من دون تشكيل خلايا استخبارية قادرة على توفير المعلومات الاستخبارية بدقة".
وقال إنّ "فشل القوات الأمنية بضبط أمن العاصمة خلال السنوات السابقة كلها، جاء بسبب الفشل الاستخباري". يشار الى أنّ القوات العراقية استطاعت أخيراً أن تحرّر كافة الأراضي العراقية من قبضة "داعش"، وقد فرّ من تبقى من عناصر التنظيم إلى جهات مجهولة.