أظهر تسجيل فيديو لكاميرا مراقبة لحظات صعبة جدًّا مرت على عدد من الجنود العراقيين وهم يمسكون بانتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا، حاول تفجير نفسه وسط حاجز عسكري في محافظة الأنبار، غربي العراق، صباح اليوم الثلاثاء.
ووفقًا لمسؤول عسكري عراقي رفيع في قيادة عمليات الجيش العراقي، فإن الانتحاري يبلغ من العمر نحو 18 عامًا، وهو عراقي الجنسية، كان يتواجد مع عشرات المواطنين الفارين من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي في جنوب قضاء الرطبة الحدودية مع الأردن، وتمت السيطرة عليه دون أي خسائر تذكر.
وأضاف العقيد محمد عبد الله الفهداوي، لـ"العربي الجديد"، أن الانتحاري حاول تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف يزن نحو 5 كغ من المتفجرات الشديدة الانفجار في حاجز عسكري للجيش بمنطقة الناظرة، أقيم لاستقبال النازحين الفارين من مناطق سيطرة "داعش" في مدن أعالي الفرات.
وتابع الفهداوي أن قوات الجيش شكّت بالشاب بسبب حركته الغريبة، ومحاولته المتكررة تجاوز المنطقة المخصصة للنازحين، والاقتراب من قوات الجيش العراقي، ما دفع بالجنود إلى الطلب منه القدوم معها إلى غرفة التفتيش، وهناك خلال محاولة تفتيشه سحب صاعق التفجير؛ إلا أن الجنود تمكنوا من الإمساك به وطرحه أرضًا ومنعه من الضغط على الصاعق.
وأكد العقيد ذاته أن مسافة لا تقاس بين إبهام الانتحاري والصاعق كانت تفصل بين مقتل الجنود وبين حياتهم، لافتًا إلى أنه قد تبيّن لاحقًا أن الانتحاري تناول حبوب هلوسة، أفقدته القدرة على التفكير قبل قدومه إلى المنطقة لتفجير نفسه.
وتشهد مناطق أعالي الفرات العراقية، غرب البلاد، عمليات نزوح واسعة بالتزامن مع بدء التحرك العسكري العراقي للهجوم على تلك المناطق، التي تعد آخر معاقل "داعش" في محافظة الأنبار.
من جانبه، قال مسؤول محلي عراقي في الرمادي، عاصمة المحافظة الإدارية، إن الانتحاري، وحسب التحقيق الأولي، معه تم غسل دماغه وإجباره على تعاطي حبوب مخدرة، وخلال الساعات الثلاث الأولى استمر كأنه منوم مغناطيسيًّا.
وبيّن أن الجيش يأمل في الحصول على معلومات مهمة منه خلال التحقيق تتعلق بـ"داعش" في منطقة غرب الأنبار، كونه خرج للتو من منطقة سيطرته.