جنود الاحتلال استخدموا صبيا فلسطينيا كدرع بشري خلال اعتقاله

12 فبراير 2016
أحمد قنديل (تويتر)
+ الخط -
كشفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فلسطين، أمس الخميس، عن استخدام جنود الاحتلال الإسرائيلي صبيا من نابلس شمالي الضفة الغربية كدرع بشري، خلال اعتقاله.

وقالت الحركة، في بيان صحافي، إن "تحقيقاتها كشفت كيف أجبر جنود الاحتلال الإسرائيلي الصبي أحمد قنديل (17 عاما) بعد اعتقاله على السير بينهم، تحت تهديد السلاح، خلال إلقاء الحجارة عليهم من قبل شبان، في الثاني عشر من الشهر الماضي".

ولفتت إلى أنه في حوالي الثالثة والنصف من فجر ذلك اليوم، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة قنديل الكائن في البلدة القديمة بنابلس، لاعتقاله، وبينما كان الجنود في زقاق ومعهم الصبي، بدأ شبان بإلقاء الحجارة صوبهم، فاتخذ الجنود من منزل مهجور مأوى لهم وانتظروا فيه نحو 10 دقائق، لأن الآليات العسكرية المتمركزة في الشارع الرئيس لم تستطع الوصول إليهم بسبب ضيق الزقاق.

وقال قنديل، في إفادته للحركة العالمية: "أثناء خروجنا كنت مكبل اليدين للخلف بمرابط بلاستيكية، ألقيت علينا حجارة كثيرة وبشكل كثيف، فهرب الجنود إلى بيت مهجور، وأحد الحجارة أصاب رجلي اليمنى، فقلت لجندي إن رجلي تؤلمني ولا أستطيع السير، فشتمني وركلني بقوة عليها".

ولفت إلى أنه عندما قرر الجنود الخروج من المنزل المهجور، "قال لي أحدهم إن علي السير أمامهم والمناداة على ملقي الحجارة لكي يتوقفوا عن ذلك حتى لا تصيبني، فقلت لهم إنني لا أعرفهم فدفعني الجنود إلى الخارج، وعندما أصبحت في الشارع لم يتوقف ضرب الحجارة فصحت طالبا من الشبان التوقف عن ضربها لأنها كانت ستصيبني وفعلا فعلوا ذلك".

وتابع: "بعدها خرج الجنود من المنزل المهجور وطلبوا مني السير أمامهم وكانوا يوجهون أسلحتهم نحوي، وقال لي أحدهم إنني إذا حاولت الهرب فإنه سيطلق النار علي"، في ما أفاد شقيقه سامر بأن "أحمد" سار أمام الجنود مسافة تقدر بـ70 مترا وهو مكبل اليدين، حتى وصلوا إلى الآليات العسكرية.


وقال أحمد قنديل: "عندما وصلنا السيارات العسكرية وضع الجنود غطاء على عيني وأدخلوني بقوة إليها، ووجه لي أحدهم ضربة قوية بمؤخرة البندقية على جبيني، فسال دمي ولم يقدموا لي أية مساعدة طبية، وآثار الجروح باقية حتى اليوم".

وقالت الحركة إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي نقلت قنديل إلى معسكر حوارة، جنوب نابلس، ومن ثم إلى مركز شرطة مستوطنة أرئيل المقامة على أراضي محافظة سلفيت، وتم التحقيق معه بتهمة إلقاء الحجارة، ووقع على أوراق باللغة العبرية لم يفهم فحواها، وهو الآن يقبع في سجن مجدو بانتظار محاكمته في السادس عشر من الشهر الجاري".

وأكدت الحركة أنها ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها قوات الاحتلال الأطفال كدروع بشرية، ففي الحادي والعشرين من يونيو/تموز 2014، أوقفت قوات الاحتلال مركبة المواطن ساري سليم، عند المدخل الرئيس لبلدة عزون شرق قلقيلية، وكان برفقته طفلاه ليان وعمر، اللذان يتراوح عمراهما بين عامين وثلاثة أعوام، حيث كانت تدور مواجهات، ووضع أحد الجنود بندقيته على سقف المركبة بالقرب من الباب الخلفي حيث كان الطفلان يجلسان، وبدأ بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع صوب الشبان المتظاهرين الذين توقفوا عن رشق الحجارة لحظة إيقاف جنود الاحتلال للمركبة.

وخلال العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، استخدم جنود الاحتلال بشكل متكرر الصبي أحمد أبو ريدة (17 عاما) كدرع بشري لمدة خمسة أيام، تعرض خلالها لاعتداء جسدي واستخدم للبحث عن أنفاق داخل القطاع.
في حين، أكدت الحركة العالمية على أن استخدام المدنيين كدروع بشرية، والذي يتضمن إجبار المدنيين على تقديم المساعدة بشكل مباشر في العمليات العسكرية أو استخدامهم لحماية منشأة عسكرية أو القوات من الهجوم، محظور بموجب القانون الدولي، وهو محظور كذلك بموجب القانون الإسرائيلي بناء على قرار صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2005.

ومنذ أبريل/نيسان 2004، وثقت الحركة العالمية ما لا يقل عن 25 حالة لأطفال فلسطينيين استخدمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي كدروع بشرية، بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية حظر استخدام المدنيين كدروع بشرية، واحدة من تلك الحالات فقط أدين فيها جنديان إسرائيليان بسبب "سلوك غير لائق" و"تجاوز السلطة"، وجرى تخفيض رتبتيهما، وحكما بالسجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ.


اقرأ أيضا:70 فرقة لحماية حقوق الأطفال الفلسطينيين في الضفة