جنوب سورية: اتفاق ينهي وجود المعارضة المسلحة في القنيطرة

19 يوليو 2018
سيطرت المعارضة على القنيطرة لأكثر من ثلاث سنوات(Getty)
+ الخط -
توصلت فصائل المعارضة المسلحة في محافظة القنيطرة جنوب سورية، اليوم الخميس، إلى اتفاق "تسوية" مع الجانب الروسي، يعيد قوات النظام إلى هذه المنطقة القريبة من الجولان السوري المحتل، وينهي وجود المعارضة التي سيطرت عليها بشكل كامل منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ولا يبتعد الاتفاق عن اتفاقات الجنوب السوري، بل يكاد يكون نسخةً مكررة منها، حيث نصّ على وقف فوري لإطلاق النار دون شروط، على أن يتمّ "تسوية وضع" من يود البقاء من المعارضة وإصدار "عفو عام"، وعلى "عدم الملاحقة اﻷمنية للضباط والعناصر المنشقين" عن قوات النظام وتأجيل المتخلفين، وعدم ملاحقة المدنيين الذين سبق لهم أن كانوا ضمن صفوف المعارضة المسلحة، ومنح مهلة مدتها ستة أشهر للمتخلفين عن الخدمة اﻹلزامية. كما نصّ على "ألا يشمل العفو كل من تمّ توثيق قيامه بإعدامات ميدانية من دون محاكمة". ويتمّ تسليم السلاح الثقيل والمتوسط خلال مدة يتفق عليها الجانب الروسي مع الوفد المفاوض عن المعارضة السورية لاحقاً.

ونصّ الاتفاق على عودة "جميع" مهجري الجنوب الدمشقي، باستثناء حي الحجر اﻷسود، لأنه "غير صالح للسكن"، وعودة المُهجّرين من ريف دمشق الغربي في منطقة "مثلث الموت"، وصولاً إلى حمص.

ويدخل "اللواء 90" و"اللواء 61" التابعان لقوات النظام برفقة الشرطة العسكرية إلى خطّ وقف إطلاق النار، والمنطقة منزوعة السلاح، وفق اتفاقية العام 1974 بين النظام وإسرائيل، ويتمّ تنسيق الدخول مع الفصائل المتواجدة في القطاعين الشمالي والجنوبي من القنيطرة.

وينص الاتفاق كذلك على حق العودة للموظفين في دوائر الدولة والمنقطعين عنها إلى وظائفهم، وعودة طلاب الجامعات إلى جامعاتهم، ومن لا يرغب في "التسوية" يمكنه الخروج إلى إدلب مع السماح لمن يرغب في الخروج بحمل بندقية وثلاثة مخازن، ويجري التفاوض على إمكانية نقل السلاح والسيارات الخاصة.

كما ينصّ الاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة أمور المعتقلين، و"ضمان الحريات والحق في التعبير عن الرأي تحت سقف القانون"، وفق ما جاء في الاتفاق. 

وستدخل حافلات التهجير لرافضي الاتفاق، من مدينة البعث، إلى نقطة عبور المهجرين في القنيطرة وبلدة القحطانية، صباح الخميس. وبعد الانتهاء من خروج الحافلات، ستسلّم المعارضة نقطة قوات الحماية الدولية في بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة اﻷوسط، لتدخل الشرطة العسكرية الروسية إلى النقطة الموجودة في بلدة رويحينة. كما أشار الاتفاق إلى تسليم تل الجابية بالاتفاق مع الجانب الروسي لضمان عدم وصول تنظيم داعش إليه. 


ويضمن الاتفاق ترحيل الجرحى من رافضي الاتفاق، والذين يتلقون العلاج حالياً خارج سورية، إلى محافظة إدلب، بعد عودتهم إلى سورية. ومن المقرر دخول 300 حافلة إلى ريف القنيطرة اﻷوسط، وإلى مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، وإلى بلدة محجة ومدينة بصرى الشام شرقي درعا.

إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن "هيئة تحرير الشام" تحاول "تعطيل" الاتفاق، مشيرة إلى أن "الهيئة" التي تشكل "جبهة النصرة" ثقلها الرئيسي، تسعى إلى تحسين شروط الاتفاق، خاصة لجهة الخروج إلى الشمال السوري بأسلحة متوسطة وثقيلة.