بات الجنوب الدمشقي في حالة مشابهة لما شهدته الغوطة الشرقية الشهر الماضي من هجمات مكثفة لنظام بشار الأسد وحلفائه من الروس والمليشيات الفلسطينية التابعة له. وتتوزع 3 أطراف السيطرة على جنوب دمشق الخارج عن سيطرة النظام، بين "داعش" في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وأحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم، بينما تسيطر "هيئة تحرير الشام" (التي تشكل جبهة النصرة عمودها الفقري) على جزء صغير من القسم الشمالي لمخيم اليرموك تدعى الريجة، ويوجد في القسم الثالث فصائل مسلحة معارضة منخرطة في هدن ومصالحات مع نظام الأسد، تشمل بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، بينما يحيط نظام الأسد ومليشياته بهذه المناطق من كافة الجوانب. وكانت المناطق التابعة لسيطرة فصائل المعارضة قد دخلت مفاوضات مع الجانب الروسي في الشهرين الماضيين حول مصير البلدات الثلاث. ووصلت المفاوضات إلى مصير مشابه لما جرى في المناطق الأخرى من ريف دمشق المهجر. إذ يقضي الاتفاق بنقل رافضي التسليم إلى الشمال السوري. ولكن الاتفاق لا يزال غير منفذ بسبب التعقيد الناجم عن وجود تنظيم "داعش" في المنطقة، وفقاً لما أفاد الناشط في جنوب دمشق، فارس خطاب لـ"العربي الجديد".
وأضاف خطاب أن "هناك حساسية في المنطقة تعود لامتلاك هذه المناطق الثلاث خط جبهة مباشرا مع تنظيم داعش، ويقع خط التماس هذا عند بلدة يلدا. وهنا تقع إشكالية التفاوض. فهناك مخاوف لدى الأهالي من أن يتم تسليم هذه المناطق للنظام قبل الانتهاء من داعش، فقد يدخل تنظيم داعش إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة فصائل المعارضة في يلدا وببيلا وبيت سحم بعد خروج الفصائل الثورية". وأشار في ذلك إلى "ما جرى في حي القدم، حيث تبع تهجيرَ أهلها باتفاق مصالحة مع النظام دخول التنظيم إليها".
وحول الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لتنظيم "داعش"، قال خطاب إن "النظام يقصف المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بكل أنواع الأسلحة من الطيران والصواريخ والطيران الروسي والمدفعية". وأضاف أن "المشكلة الكبرى هي الوضع الإنساني داخل هذه المناطق. فعدد المدنيين الباقين في مخيم اليرموك وفقاً لناشطين يصل إلى نحو ألف شخص معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال. ويفتقر هؤلاء لأدنى مقومات الحياة حيث لا توجد كهرباء أو مياه. كما توقفت الحركة التجارية بعد أن أغلقت المحال بسبب القصف"، علماً أن عدد سكان اليرموك كان يناهز المليون من فلسطينيين وسوريين قبل نكبته الكبيرة في 2014.
اقــرأ أيضاً
وكشف خطاب أن "أي تدخل لم يسجل من وكالة أونروا المختصة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، كما تغيب المنظمات الإنسانية الدولية عن المجزرة الحاصلة في مخيم اليرموك". ورأى أن "نظام الأسد يستند لحجة وجود داعش لتدمير اليرموك لكونه رمزاً فلسطينياً ويعد عاصمة الشتات الفلسطيني. فقد تعرضت أغلب أحياء المخيم والمناطق المجاورة للدمار بسبب القصف العشوائي والمكثف وهو ما يفاقم من كارثية الوضع الإنساني".
وتحدث خطاب عن صعوبة التواصل مع سكان المخيم بسبب انقطاع الاتصالات وصعوبة التنقل هناك، إضافة إلى أن "تنظيم داعش يمنع التواصل بين المخيم والمناطق الخارجة عن سيطرته. وفي حال تواجد الإعلاميون فإنه يصعب عليهم التواصل مع النشطاء، كما يمنعون من التقاط الصور بالهواتف الجوالة، فالعقوبات التي يفرضها التنظيم على من يلقى القبض عليهم قاسية جداً".
إلا أن مليشيات نظام الأسد حاولت قبل أيام التقدم في المناطق الخاضعة لقوات الفصائل المعارضة في بلدة يلدا. في هذا الصدد ذكر خطاب أن "المحاولة الأولى كانت ضد جيش الأبابيل قبالة حي التضامن، ومن هناك حاول التقدم بنقاط عدة تجاه مناطق الثوار، ولكنهم صدوا هجومه واستعادوا مناطقهم. أما المحور الثاني فكان من الجهة الجنوبية الغربية ليلدا وتمكن النظام من اقتحام قطاعات خاضعة لجيش الإسلام، وسيطر على نقاط عدة فيها من دون استرجاعها من الثوار الذين تراجعوا إلى مناطق خلفية".
وتجري حالياً مفاوضات بين اللجان التي تمثل البلدات الثلاث وممثلي النظام بهدف استخلاص الضمانات بعدم التعرض لها. مع العلم أن بلدة يلدا تعرّضت للقصف والغارات الجوية، والتي رأى خطاب أنها "كانت مقصودة ومركزة على هذه المنطقة والأحياء السكنية المجاورة لخط التماس مع داعش. وهو ما دفع أهلها للنزوح منها، رغم أنها خارج العمل العسكري للنظام وفي انتظار التسوية السياسية المقبلة".
وحول الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لتنظيم "داعش"، قال خطاب إن "النظام يقصف المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بكل أنواع الأسلحة من الطيران والصواريخ والطيران الروسي والمدفعية". وأضاف أن "المشكلة الكبرى هي الوضع الإنساني داخل هذه المناطق. فعدد المدنيين الباقين في مخيم اليرموك وفقاً لناشطين يصل إلى نحو ألف شخص معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال. ويفتقر هؤلاء لأدنى مقومات الحياة حيث لا توجد كهرباء أو مياه. كما توقفت الحركة التجارية بعد أن أغلقت المحال بسبب القصف"، علماً أن عدد سكان اليرموك كان يناهز المليون من فلسطينيين وسوريين قبل نكبته الكبيرة في 2014.
وكشف خطاب أن "أي تدخل لم يسجل من وكالة أونروا المختصة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، كما تغيب المنظمات الإنسانية الدولية عن المجزرة الحاصلة في مخيم اليرموك". ورأى أن "نظام الأسد يستند لحجة وجود داعش لتدمير اليرموك لكونه رمزاً فلسطينياً ويعد عاصمة الشتات الفلسطيني. فقد تعرضت أغلب أحياء المخيم والمناطق المجاورة للدمار بسبب القصف العشوائي والمكثف وهو ما يفاقم من كارثية الوضع الإنساني".
إلا أن مليشيات نظام الأسد حاولت قبل أيام التقدم في المناطق الخاضعة لقوات الفصائل المعارضة في بلدة يلدا. في هذا الصدد ذكر خطاب أن "المحاولة الأولى كانت ضد جيش الأبابيل قبالة حي التضامن، ومن هناك حاول التقدم بنقاط عدة تجاه مناطق الثوار، ولكنهم صدوا هجومه واستعادوا مناطقهم. أما المحور الثاني فكان من الجهة الجنوبية الغربية ليلدا وتمكن النظام من اقتحام قطاعات خاضعة لجيش الإسلام، وسيطر على نقاط عدة فيها من دون استرجاعها من الثوار الذين تراجعوا إلى مناطق خلفية".
وتجري حالياً مفاوضات بين اللجان التي تمثل البلدات الثلاث وممثلي النظام بهدف استخلاص الضمانات بعدم التعرض لها. مع العلم أن بلدة يلدا تعرّضت للقصف والغارات الجوية، والتي رأى خطاب أنها "كانت مقصودة ومركزة على هذه المنطقة والأحياء السكنية المجاورة لخط التماس مع داعش. وهو ما دفع أهلها للنزوح منها، رغم أنها خارج العمل العسكري للنظام وفي انتظار التسوية السياسية المقبلة".