يصرّ نائب الرئيس السابق، رياك مشار، على مواصلة القتال، غير آبه بتداعيات الصراع على الدولة الوليدة، والجيش الشعبي والحركة الشعبية اللذين ضربهما الانقسام.
وأكد مشار، اليوم الجمعة، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" وجود خطط للمتمردين لمهاجمة حقول النفط في ولاية أعالي النيل. واتهم ميارديت بالمسؤولة عن استمرار الصراع الدموي. وأشار إلى أن "الحكومة فقدت صدقيتها من خلال قتل الشعب".
واتهم "قوات موالية لميارديت، بأنها تتواجد في منطقة بالوش لشراء المزيد من الأسلحة وجلب الاجانب للتدخل وقتل المزيد من أبناء شعبنا". وأضاف "الأمر الذي نعتبره غير مقبول".
من جهة ثانية، أكد مشار، افتقار قواته المعروفة باسم "الجيش الأبيض" إلى الانضباط، معتبراً أنه يصعب السيطرة على الذين يدافعون عن أنفسهم.
وعلى الرغم من المفاوضات المكثفة التي جرت بين ممثلين عن حكومة جنوب السودان ومشار، يقول نائب رئيس جنوب السابق، إنه لا يعلق آمالاً كبيرة للتوصل إلى حل سلمي للصراع.
في غضون ذلك، قدّر اللواء غاثوث غاتكوث، الذي يقود القوات الرسمية والمدنية التي تقاتل إلى جانب مشار، عدد هذه القوات بما بين 60 إلى 80 ألفاً، بالإضافة إلى 20 ألف جندي انشقوا عن الجيش الشعبي.
وأكد أن "الاستيلاء على حقول النفط (التي تشكل مورداً أساسياً لجوبا) ليس فقط لتجريد الحكومة من الإيرادات، ولكن أيضاً لتدمير قدراتها العسكرية".
تزامن ذلك مع تصاعد الأزمة الإنسانية في جنوب السودان بعد تقديرات أشارت إلى أن الصراع تسبب في تشريد قرابة مليون مواطن، الجزء الرئيسي منهم انتقل إلى مناطق داخل جنوب السودان أكثر أمناً في حين اتجه قرابة 250 ألفاً إلى دول الجوار.
وسبق أن حاولت الهيئة الحكومية المشتركة للتنمية "ايغاد" الوساطة بين طرفي الصراع، لكنها فشلت حتى اللحظة في دفعهما إلى وقف اطلاق النار بعد خرق التفاهمات من قبل الطرفين.
بدروها، أرسلت الولايات المتحدة، التي تعد من بين الدول الداعمة لجنوب السودان، مسؤولين أميركيين للوساطة بين المتنازعين، لكن من دون جدوى. وهو ما دفعها أمس الخميس إلى التلويح بفرض عقوبات على المتنازعين بالتزامن مع تجديد دعوتها لطرفي الصراع في جنوب السودان إلى التوصل إلى حل.
ووفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، وقّع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمراً أمس الخميس، يجيز فرض عقوبات اميركية على شركات أو أشخاص متورطين في تعزيز العنف في جنوب السودان.
وأكد البيت الأبيض أن القرار يبعث رسالة بأن "الذين يهددون السلام، الأمن والاستقرار في جنوب السودان لن يكون لديهم صديق في الولايات المتحدة".