جنوب السودان: عقبات تواجه اتفاق "الإيغاد" للسلام

24 أكتوبر 2014
ترجيحات أن يتم توقيع اتفاق السلام (سمير بول/فرانس برس)
+ الخط -

سلّمت قيادة الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا، "الإيغاد"، الفرقاء في دولة جنوب السودان (الحكومة والمتمردين بزعامة رياك مشار)، مسودة اتفاق جديدة لإنهاء الحرب هناك، والتي استمرت لأكثر من عشر سنوات.

غير أنّ هذه الخطوة تأتي في وقت تتخوف فيه "الإيغاد" من خطف الأضواء عنها، بعد النجاحات، التي حققتها تنزانيا باحتضان اجتماعات توحيد "الحركة الشعبية" في الجنوب، في ظلّ الصراع حول رئاسة المجتمع الاقتصادي لدول شرق أفريقيا بين تلك الدول، وكذلك بالتزامن مع انطلاق مشاورات داخل الأمم المتحدة، في نيويورك، بشأن البعثة الأمميّة في جوبا، التي تنتهي فترتها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويدور النقاش حول تغيير مهام البعثة الأولى من دعم وتقوية مؤسسات الدولة الوليدة تحت البند السابع إلى العمل الإنساني وحقوق الانسان، مع زيادة عدد قواتها باستيعاب قوات من دول الجوار الجنوبي ضمن البعثة، الأمر الذي يعدّ الأول من نوعه في تاريخ الأمم المتحدة.

من جهة ثانية، استبق رئيس الوزراء الأثيوبي، هيلي مريام ديسالين، ورئيس كينيا، أوهورو كينياتا، ورئيس الوزراء الأوغندي، روهاكانا روجوندا، اجتماع لقمة "الإيغاد"، الذي حدّد يوم الاثنين المقبل في دولة جنوب السودان، بعقد اجتماع رباعي مع الرئيس الجنوبي، سلفاكير ميارديت، في جوبا أيضاً، قُصد منه إحداث اختراق خلال اجتماعات القمة عبر توقيع سلفاكير ومشار،على اتفاق سلام جديد تضمن جملة مقترحات، تتعلق تحديداً بالسلطات التنفيذيّة لرئيس الوزراء، مع احتفاظ رئيس الدولة ببعض الصلاحيات، والتي شكّلت عقبة أمام المفاوضات، التي عُلّقت لأكثر من مرة في أديس أبابا.

ويعتبر المحاضر في جامعة هارفارد الأميركية، ورئيس مركز "دراسات السلام" في جوبا، لوكا بيونق، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاجتماعات الأخيرة للأطراف الثلاثة، في الحركة الشعبية (الحكومة والمعارضة المسلّحة والمعتقلين العشرة) الذي عقد في مدينة أروشا التنزانية، أعطى أبعاداً أخرى للصراع الإقليمي، والقرن الأفريقي في جوبا، ولا سيما أن هناك خلافات بين تنزانيا وأوغندا حول رئاسة المجتمع الاقتصادي لشرق أفريقيا".

ويرى بيونق أن "بروز دار السلام فجأة، وخطف الأضواء عن منبر أديس أبابا، الذي تقوده الإيغاد، أحدث إرباكاً داخل تلك الدول". وأشار إلى أن "الايغاد تتخوف بعد تقدم اجتماعات الحركة في أروشا من سحب كل الأضواء عنها، خصوصاً أن لديهم شعوراً بأن الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا خلف تلك الاجتماعات".

ويوضح رئيس مركز الدراسات أنّ "ذلك أعطى الإيغاد دفعة لتسريع وتيرة التفاوض وإحداث اختراق في اجتماع القمة الإثنين". وأضاف أن "حسب معلوماتي أن الرئيس الكيني اجتمع بمشار في نيروبي، كما التقى رؤساء دول الإيغاد الثلاث (الأثيوبي والكيني والأوغندي) بالرئيس سلفاكير، لإقناع الرجلين بالمقترحات، التي دفعوا بها للطرفين لإحداث انفراج كبير في ملف المفاوضات، لا يجعل من أروشا مخرجاً للأزمة".

وفي السياق نفسه، يكشف بيونق "الآن تعقد اجتماعات على مستوى قيادات الحزب الحاكم في الجنوب، وآخر على مستوى المعارض المسلّحة، للنظر في مقترحات الإيغاد". ورجّح أنّ "يقبل الطرفان بتلك المقترحات، ويوقعان بشكل منفصل على مسودة اتفاق في القمة المرتقبة".

ويحذّر بيونق، في الوقت نفسه، من محاولة الأمم المتحدة تدويل الصراع الإقليمي في الدولة الفتية، عبر تبنيها لمقترح تضمين قوات من دول الجوار ضمن القوة الأممية، الأمر الذي عدّه "تقنيناً لصراعات تلك الدول في جوبا، بسبب مصالحها الخاصة بالبترول ومياه النيل وغيرها".

ويبّين أنّه "من الواضح أن هناك اتجاهاً داخل المنظمة الدولية للإبقاء على القوات الأوغندية الموجودة حالياً في الجنوب، ووضعها ضمن القوة الأممية واستجلاب قوات أخرى من دول الجوار لتخفيف العبء المالي".

لكنه يعتبر ذلك انعكاساً خطيراً على الجنوب، وتصعيداً للصراع بين دول الجوار لتحقيق كل دولة أهدافها عن طريق التقنيين الأمميين". وأكد أنّ "المخرج في اتفاق الجنوبيين أنفسهم وإيجاد حل جنوبي ـ جنوبي".
إلى ذلك، يرجّح بيونق أن تتجه الخرطوم إلى وقف ضخ النفط الجنوبي عبر أنابيبها، في ظلّ تراجع إنتاجيته في الحقول الجنوبية بسبب الحرب، لافتاً إلى أنّه "من المتوقع أن تقدم الخرطوم الشهر المقبل، على تلك الخطوة".

المساهمون