صرّح قائد القيادة الأميركية الوسطى "سنتكوم" الجنرال كينيث ماكنزي، أمس الثلاثاء، بأنّ سفينة عسكرية أميركية ربما أسقطت طائرتين إيرانيتين مسيرتين في منطقة الخليج الأسبوع الماضي.
وقال ماكنزي لشبكة "سي بي إس" في مقابلة على متن السفينة "يو إس إس بوكسر"، التي كانت في قلب ذلك الحدث "نحن واثقون من أننا أسقطنا طائرة مسيرة واحدة، وربما أسقطنا طائرة ثانية". وأضاف "وكما هو الحال دائماً، فقد كانت صورة تكتيكية معقدة، ونعتقد (أننا أسقطنا) طائرتين مسيرتين. نعتقد أننا أسقطنا طائرتين بنجاح - وربما كانت هناك طائرات أكثر لم نكن نعلم بها".
ولاحقاً قال متحدث باسم "سنتكوم" الكولونيل إيرل براون، إنّ السفينة قامت بـ"عمل دفاعي" بعد "احتكاك عدائي من قبل (طائرتين مسيرتين) إيرانيتين في المياه الدولية". وأضاف "راقبنا واحدة تتحطم في المياه لكننا لم نلحظ أي ارتطام بالمياه للثانية".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تحتفظ بحقها في الدفاع عن جنودها ومنشآتها ومصالحها وتدعو جميع الدول لإدانة أي محاولة لتعطيل حرية الملاحة والتجارة الدولية".
وذكرت شبكة "سي بي إس" أنه تردد أن الطائرتين أسقطتا بواسطة إشارة أو نبض إلكتروني عطّل السيطرة على تحليقهما. واختفت طائرة مسيرة من رادارات الجيش الأميركي، بينما سقطت الأخرى في المياه.
وكانت طهران، قد نفت يوم الجمعة الماضي، أن تكون واشنطن أسقطت طائرة مسيّرة إيرانية، مرجحة أن تكون الولايات المتحدة أسقطت طائرة لها بالخطأ.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر "تويتر"، إن بلاده لم تفقد أي طائرة مسيّرة لا في خليج هرمز ولا في أي مكان آخر.
وأضاف عراقجي: "أخشى أن تكون المدمرة "يو إس إس بوكسر" قد أسقطت طائرة مسيّرة أميركية عن طريق الخطأ".
Twitter Post
|
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن الخميس الماضي، أنّ البحرية الأميركية أسقطت طائرة إيرانية مسيّرة فوق مضيق هرمز، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف بعد ذلك أنه لا معلومات لبلاده حول إسقاط الطائرة.
غير أن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، قال إنّ الطائرة التي تحدث عنها ترامب "عادت إلى قاعدتها بسلامة بعد إنجاز مهمة الاستطلاع والرصد".
وأضاف شكارجي، وفقاً للتلفزيون الإيراني، أنّ تصريحات الرئيس الأميركي "لا أساس لها من الصحة"، وأنها "تهدف إلى خلق التوتر وزعزعة الاستقرار في منطقة الخليج المهمة، ومضيق هرمز كممرّ استراتيجي".
وأشار إلى أنّ القوات المسلّحة الإيرانية لم تتلقَ "أي تقرير عن وقوع مواجهة عملياتية مع مدمرة "يو إس إس بوكسر" الأميركية". وأوضح أنّ "القوات المسلحة الإيرانية تؤدي مهمة الحراسة والرصد والرقابة للحفاظ على أمن الخليج ومضيق هرمز، بوعي كامل، وفقاً للقوانين الدولية"، لافتاً إلى أن هذه القوات تعتبر ذلك "واجبها القانوني".
وكان ترامب ذكر، الخميس الماضي، أنّ سفينة تابعة للبحرية الأميركية دمّرت طائرة مسيّرة إيرانية في مضيق هرمز، بعد أن اقتربت منها لمدى يشكل تهديداً، في أحدث واقعة تشهدها منطقة الخليج.
وأضاف في حفل في البيت الأبيض، أنّ الطائرة المسيّرة حلّقت حتى اقتربت إلى مسافة ألف ياردة من المدمرة "بوكسر".
وتابع: "هذا هو الأحدث في سلسلة من الاستفزازات والأعمال العدائية من إيران ضد سفن في المياه الدولية. تحتفظ الولايات المتحدة بحق الدفاع عن أفرادنا ومنشآتنا ومصالحنا". وتابع: "تمّ تدمير الطائرة المسيّرة على الفور"، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بدورها، في بيان الخميس الماضي، إنّ السفينة الحربية الأميركية "بوكسر"، وهي سفينة حربية برمائية هجومية، اتخذت "إجراءً دفاعياً" ضد طائرة مسيّرة بعدما اقتربت "إلى مدى يشكل تهديداً" في مضيق هرمز. لكنّ البيان لم يذكر جنسية الطائرة.
وتتصاعد حدة التوتر في منطقة الخليج، وأثارت تلك التطورات مخاوف من احتمال انزلاق البلدين الخصمين إلى أتون حرب. وتتهم الولايات المتحدة إيران بالضلوع في سلسلة هجمات على ناقلات نفط، بأهم شريان لنقل الخام في العالم، منذ منتصف مايو/أيار، وتنفي طهران الاتهام.