جناح وجوكر وصانع لعب.. مثلث تكتيك الإسباني في باريس

15 يناير 2017
أداء سان جيرمان يشهد تحسناً كبيراً (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -


سجل جوليان دراكسلر هدفاً رائعاً ضمن به فوز باريس على رين بالدوري الفرنسي، وصنع النجم الألماني الفارق مع فريق العاصمة الفرنسية منذ قدومه في فترة الانتقالات الشتوية، بسبب البعد التكتيكي الذي قدمه لكتيبة المدرب إيمري، ونجاحه في إضافة عنصر عدم التوقع أمام المنافسين، نظراً لصعوبة مراقبته بشكل كلي وقدرته على التمركز في الوسط والهجوم دون تخصص أو تعقيد، إنه لاعب يناسب بشدة أفكار الرجل الإسباني الواقف دائماً خارج الخطوط.

الفارق
دراكسلر نصف جناح ونصف لاعب وسط، هو بمثابة صانع اللعب الطرفي على الرواق، لأنه يستطيع إيصال زملائه إلى المرمى دون أن يتوغل إلى العمق، مع تمريراته القطرية الناجحة تجاه منطقة الجزاء، بالإضافة إلى نجاعته التهديفية التي تساعده في القطع المستمر، والتسديد من أي مكان بالملعب كما حدث في هدفه هذا الأسبوع.

عاب على باريس خلال الدور الأول ميل الفريق إلى اللعب المباشر المتكرر، خصوصا مع وجود دي ماريا ولوكاس مورا على الطرفين، ثنائي سريع ومهاري لكنه تقليدي بعض الشيء، الأرجنتيني يلعب باليسار على الجبهة اليسرى، والبرازيلي يلعب باليمين على الجبهة اليمنى، وبالتالي كان أوناي في أمس الحاجة إلى لاعب معقد وجناح مقلوب، يهزم المدافع ويمر مستغلا ضعف قدمه الثابتة، ويفتح الطريق باستمرار أمام تقدم الظهير لايفن كورزاوا.

الألماني ليس عنصر التفوق الوحيد في التشكيلة الباريسية الجديدة، بل عمل إيمري أيضا على إعطاء فيراتي مساحة أكبر للتحرك في نصف ملعب المنافسين، ليهاجم الإيطالي بشكل أوضح وتتم حمايته باستمرار من مواطنه موتا أو الغائب كريتشوفياك، وبالتالي فإن ماركو لم يعد صاحب المركز 4 أمام دفاعه، بل صعد خطوات ليتحول إلى لاعب دائرة في المركز 6، يتحرك أكثر في وبين الخطوط، لا يخلق الفراغ بنفسه مثل السابق، بل يتمركز أكثر في وبين الخطوط طلبا للكرة.

التوازن الخططي
فيراتي لاعب لا يهاب، يعشق استفزاز المنافس ودعوته للضغط، ومع لعبه كلاعب وسط متقدم في رسم 4-3-3، فإنه يمرر أكثر إلى المهاجمين مباشرة، ويترك بصمته في صناعة الفرص والأهداف، لأنه تحرر بعض الشيء من الواجب الدفاعي. ربما يحتاج الدور الجديد إلى وقت للتأقلم لكن تُحسب للرقم 6 جرأته في فتح زوايا التمرير وربطه مع الثنائي مورا ودراكسلر خلف المهاجم كافاني.

رقميا، هاجم باريس من اليمين واليسار بنفس النسبة تقريبا أمام رين، وتدل هذه الإحصاءات على عنصر التوازن الذي يحلم به إيمري في فرنسا، لأن المدرب الإسباني يميل عبر تاريخه إلى استخدام الأطراف بشكل إيجابي، مع عنصر التنوع بوجود جناح تقليدي في جانب وآخر مائل للعمق على الجانب الآخر، لكن يبقى التحدي الأهم في المركز 10 بقلب الثلث الهجومي.

يتحول إيمري باستمرار من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، ويفضل نجوم العاصمة الفرنسية خطة مدربهم السابق لوران بلان، رباعي دفاعي ثم ثلاثي وسط وأخيرا ثلاثي هجومي، دون صانع لعب رئيسي في المركز 10، ويمكن أن يكون هذا الاختلاف هو السر الرئيسي لتباين المستوى من فترة إلى أخرى، لعدم وجود تكيف واضح بين المدير الفني الجديد ولاعبيه حتى النصف الأول من عمر الموسم.

الريشة اللاتينية
مع قدوم دراكسر تحسنت الأمور بعض الشيء على مستوى الأجنحة، لكن لا تزال المشاكل قائمة في العمق بسبب عدم وجود صانع تقليدي، لذلك يبقى أفضل حل ممكن اللعب بثنائي من لاعبي الوسط أمام الارتكاز الدفاعي الصريح كما فعل الفريق أمام رين، موتا في الخلف وأمامه ماتويدي يسارا وفيراتي يمينا، مما يجعل فكرة صناعة اللعب متوزعة بين أكثر من عنصر.

ويستطيع الأرجنتيني أنخيل دي ماريا تقديم الإضافة المرجوة في هذه الخطة، لكن ليس كجناح على الخط، ولكن كلاعب وسط صريح في العمق. لقد فعلها سامباولي مع سمير نصري في إشبيلية، واستخدمها أنشيلوتي مع الريال من قبل مع نفس اللاعب دي ماريا، وبالتالي يمكن لإيمري الوثوق في ريشته كلاعب وسط غير تقليدي، يبدأ على مقربة من فيراتي لكن على اليسار، واثناء التحولات إلى الهجوم، ينطلق سريعا إلى الرواق بالتبادل مع دراكسلر.

يقدم ثنائي الأجنحة الإضافة المرجوة طرفيا، بينما يحصل ثنائي الوسط على مهام صانع اللعب العميق بالتبادل، فيراتي من خلال التمريرات والحيازة، بينما دي ماريا عن طريق النقل السريع للهجمة وتبادل المراكز، مما يعني وجود هامش حقيقي للتحسن قبل قمة الأبطال المنتظرة أمام برشلونة، ويبقى التأهل في الملعب بين الجميع.

المساهمون