طالبت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، بتدابير حماية اجتماعية للكبيرات في السن، خصوصاً الأرامل، مشيرة إلى أن النساء الأردنيات اللائي يرأسن أسرهن تقع عليهن مسؤوليات جمة، منها ما يتعلق بتربية الأبناء وتأمين الاحتياجات المادية والمصاريف المعيشة، لا سيما أن العديد منهن يعانين من ضعف في التعليم أو عدم قدرة على العمل.
وأوضحت "تضامن"، في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، أن نتائج التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015 كشفت عن وجود نحو ربع مليون أرملة من مجموع السكان البالغ 9.5 ملايين نسمة من مختلف الجنسيات، بنسبة بلغت 5.63 في المائة من الإناث، مقابل 28 ألف أرمل أي ما نسبته 0.5 في المائة من الذكور.
وعن عدد الأرامل من الأردنيين، بلغ 19 ألف أرمل، في حين بلغ عدد الأرامل من النساء الأردنيات 172 ألف أرملة، منهن 105 آلاف تزيد أعمارهن عن 60 عاماً، و6178 أرملة تقل أعمارهن عن 30 عاماً.
وأكد بيان "تضامن" الحاجة الملحة إلى الاهتمام بهذه الفئة من النساء اللاتي اضطرتهن الظروف إلى الدخول في نفق مظلم، لافتاً إلى عدم حصولهن على العناية الكافية، فلا ترصد احتياجاتهن المادية والنفسية، ولا توثق الانتهاكات التي يتعرضن لها.
وشدد على ضرورة التوعية بمشاكلهن وإيجاد الحلول المناسبة لها، وتمكينهن اقتصادياً أو توفير فرص عمل لهن، والعمل على تغيير الصورة النمطية والسلبية السائدة في المجتمع تجاههن، وفتح باب حصولهن على فرص التعليم والرعاية الصحية والتأمينات الاجتماعية.
وأشار البيان إلى "بيانات مشتركة قدمتها منظمة Helpage International للجنة وضع المرأة الأممية والتي ستعقد دورتها الـ63 خلال شهر مارس/ آذار المقبل، التي أكدت على أهمية وجود نظم حماية اجتماعية لكبيرات السن اللاتي يواجهن مخاطر عالية من التعرض للفقر مقارنة مع كبار السن من الذكور، بسبب أوجه التمييز وعدم المساواة بين الجنسين، إضافة إلى أن كبيرات السن الأرامل يعانين من الاستبعاد والتهميش نتيجة المحاذير التقليدية ما يفاقم من مشاكلهن المتعلقة بالحماية الاجتماعية".
ولفت البيان إلى ضرورة اتخاذ تدابير حماية اجتماعية محددة للحد من عدم المساواة التي تعاني منها كبيرات السن، وسد فجوة الدخل الآمن في مرحلة الشيخوخة، من خلال توفير تغطية تكميلية بواسطة نظم المعاشات غير القائمة على الاشتراكات، وتوسيع تلك التغطية لتشمل اللواتي يعملن لحسابهن الخاص، والاعتراف بتوفير الرعاية باعتبارها "العمل اللائق"، وتسهيل عمليات التوزيع العادلة لمسؤوليات الرعاية.
وبيّنت "تضامن" أنه "في كثير من المجتمعات تعتبر الأرامل فريسة سهلة للاستغلال والاتجار بهن، والاعتداء عليهن جنسياً واغتصابهن، ما يؤثر سلباً على حقوقهن الصحية ويعرضهن لأمراض قاتلة. ومن جهة أخرى فإن أوضاع بعضهن الاقتصادية قد تدفعهن للعمل في مجالات جنسية كالدعارة".
ولفتت إلى أن الصراعات والنزاعات المسلحة والحروب تشكل سبباً أساسياً بجعل النساء أرامل، وفي أغلب الأحيان تترافق مع فقدانهن أزواجهن انتهاكات صارخة لحقوقهن الإنسانية، ويعشن بسبب النزوح أو اللجوء ظروفاً قاسية أو مهينة أو غير إنسانية، وقد يستخدمن كأدوات حرب، ويتعرضن لضغوطات استغلالية هن وأطفالهن.