ويهدف المهرجان إلى تعزيز حضور الثّقافة العربيّة والهُويّة الفلسطينيّة في مدينة حيفا، ويسعى القائمون عليه لتحويله إلى حدث ثقافي سنوي يقصده الفلسطينيون من حيفا ومن خارجها.
ويقام المهرجان على مدار ثلاثة أيام، ويشمل نشاطات وعروضا ثقافيّة وفنية متنوعة، وقال رئيس الهئة الإدارية في جمعية الثقافة العربية، أنطوان شلحت: "كون الدورة الأولى من المهرجان تجريبية لا يقلل من أهميتها لأنها بمثابة الأساس الذي سيقوم عليه، واختيار اسم مهرجان المدينة ينطوي على أكثر من مدلول، ولعل الأهم هو استحضار المدينة بمفهومها الحضري أكثر من مفهومها المحدّد في تجربة الفلسطينيين وتاريخهم".
وأضاف شحلت: "برامج المهرجان تسلط الضوء من خلال الثقافة على ما كانت تعنيه المدينة الفلسطينية في الماضي، وعلى إلهامها في الإبداع الراهن، ونتطلع وفق رسالة المهرجان إلى الوصل بين هذين الزمنين لتكريس ما هو ثابت في الحاضر، وما هو ماض نحو المستقبل، وثمة رسالة أخرى تتعلق بتنوع الثقافة وتعدد مضاميرها".
وتعمل جمعية الثقافة العربية كحاضنة مستقلة للثقافة العربية الفلسطينية في مناطق الداخل الفلسطيني بما ينعكس على المجتمع بصورة أشمل إذا ما كان العمل الثقافي منطلقا من الاستقلال، وملتزما بالغايات العامة للثقافة، وعلى رأسها أن تكون محفزا للانتماء الوطني.
وقالت مديرة جمعية الثقافة العربية، رلى خوري: "بدأت مبادرة المهرجان بفكرة أن الجمعية يجب أن تجهز برامج ثقافية لجميع الأجيال والمناطق، وأهمية المهرجان أنه يضم أعمالا فلسطينية من الشتات والعالم العربي، ونخطط لعرض الأعمال في مناطق مختلفة، بينها الناصرة وسخنين وأم الفحم، لتوسيع دئرة عمل المهرجان".
وأوضحت خوري أن "اختيار اسم مهرجان المدينة مهم ليبرز المدينة الفلسطينية المعاصرة جنبا إلى جنب مع المدينة العربية قبل عام 1948، واستعادة الذكريات والأرشيف الوطني الفلسطيني، وإظهار التنوع الغني في البرامج والتواصل مع الشتات".
وتفتتح فعاليات المهرجان، الليلة، بعرض لفرقة "نوى" بقيادة نادر جلال، على أن تقدم، غدا السبت، محاضرة بعنوان "أًصواتنا المفقودة"، يتم خلالها التعرف على مقطوعات موسيقية يعود تاريخها إلى ما قبل سنة 1948، كما سيتم عرض فيلم المخرج إيلي سليمان "إن شئت كما في السماء"، يوم الأحد، والذي لا يمكن أن يشاهده فلسطينيو الداخل إلا من خلال المهرجان.